بلغ حاتم الطائي في سخائه وكرمه حا لم يصله أحد من نظرائه وأقرانه حتى سمع به القاصي والداني ...
قصده أحد العفاة ذات يوم فرده حاتم ردا لايليق بسمعته ...فرجع الرجل مستاءا مستنكرا هذا اللقاء من الطائي ...ثم إن حاتما ندم فتنكر في زي أعرابي من سوقة البدو وأسرع لملاقاة ذلك الرجل من طريق آخر...وعندما وجده سأله :ما بك يا أخا العرب ؟!
قال :كنت عند حاتم الطائي ..قال : وما فعل بك حاتم ؟قال : زودني بالخير والعطاء الكافي وأحسن وفادتي وأكرمني ..فقال له : كيف تقول هذا يا أخا العرب ؟! إنني أنا حاتم
وقد أسأت اليك ..وأنت تتكلم بخلاف ما حصل معك ...فبكى الأعرابي وقال : ياسيدي بأبي أنت وأمي لقد ملأ ذكرك الآفاق وسارت به الركبان ونطق بكرمك الحي والجماد ..
فإذا وصفتك بالبخل والشح فلن يصدقني أحد بل سيقولون عني كذاب أشر ...جاحد للنعمة ..ومنكر للفضل .. ومقابل للحسنة بالإساءة .. فأخذه حاتم بين ذراعيه وعاد به إلى منزله حيث أكرمه وطيب خاطره وأجزل له العطاء .