لنكن جميعاً من أصحاب الهمم العالية ..
فالذي يترفع بهمته يكون عصامياً يسود بشرف نفسه ويبني مجده بنفسه ولا يكون عظامياً يسود بشرف آبائه ولا يتكل على أحد في أن يصل إلى معالي الأمور ..فحسبه همته العالية وقدرته على تحقيق التفوق والنجاح من تلقاء نفسه وبإرادته القوية..
فالله قد خلق الإنسان وجعله خليفته في أرضه يستعمرها ويعمل فيها بكد وتعب وهو في موضع تجاذب بين أخلاق وشهوات العالم السفلي وبين صفات وسمو العالم العلوي
فيحن ذاك لأرضه بتسفل ......... ويحن ذا لسمائه بتصعد
فإذا أبى الإنسان الصعود والإرتقاء إلى قمم الجبال وبقي في ظلام دامس وأصر على ان يجاري شهواته ونزواته وانشغل بسفاسف الأمور ووساوس الشيطان جذبته الأرض وانحدر دون مرتبة الحيوان بل أضل ....مصداقاً لقوله تعالى : " أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون "لذايجب أن يسمو كل منا بإرادته وهمته إلى أعالي الأماني والطموح الذي يرقى ويصعد به إلى تحقيق كثير من النجاحات ..فأصحاب الهمم الضعيفة يبقى الواحد منهم قانعاً بكونه ذليلاً .. مسبوقأ وتابعأ ..فاراً من المسؤولية وتبعاتها ...وفيهم يقول الشاعر :
شباب قنع لا خير فيهم ......... وبورك في الشباب الطامحينا
تكلم رجل عند عبد الملك بن مروان بكلام من ذهب فأعجب عبد الملك بما سمع من كلامه فقال له : ابن من أنت ؟ قال : أنا ابن نفسي التي توصلت بها إليك يا أمير المؤمنين ..قال : صدقت .
والذي يتربى على أن تكون همته عالية عليه أن يعرف قدر نفسه بعبداً عن الغرور والكبر وإذا عرفها حفظها من الرذائل والمهانة وسفاسف الأمور والذل ولا يرضى بالدونية والنقص إنما يكون واثقاً بنفسه قادراً على خوض عباب البحر وتخطي الصعاب ليصل إلى أهدافه الطموحة وآماله الكبيرة ...