منها نتعلم حب الوطن ...

كلما أهلت علينا ذكرى الهجرة النبوية المجيدة كان حقاً علينا أن نستحضر دروسها الجليلة ..لتكون نبراساً يهدينا على طريق الحياة الكريمة الرشيدة .
وتتعدد دروس الهجرة الشريفة الغراء ..ما بين درس العزة والإباء.. ودرس الصبر والثبات ..ودرس البذل والعطاء ..والتضحية والفداء ..إلى درس المروءة والإيثار ..والعرفان والوفاء .
ومع درس العرفان والوفاء نستحضر قيمة عليا ..هي قيمة حب الأوطان .. لنوقن حق اليقين أنها شعبة من شعب الإيمان...وأنها آية كبرى على يقظة الضمير وسلامة الوجدان ..فحب الوطن هو لبنة مهمة في أعز بناء كرمه الله وهو بناء الإنسان ..وأن أغلى درس في حب الوطن تلقته الدنيا ومعها تلقيناه هو ما علمنا إياه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حال هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فحين بارح صلى الله عليه وسلم دروب مكة وشعابها وجه إليها خطابه وكأنما هو يناجيها ...
يقول عليه الصلاة والسلام : " والله إنك لأحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت " ..
لقد كان خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة رغم شدة وغلظة أهلها أشد عليه من كل آلام الدنيا ..

ولقد ضرب الرسول ساعة الهجرة المثل الأعلى في حب الأوطان وألقى درسه البليغ ليقرع كل الآذان وليتردد رجع صداه في كل زمان ومكان .. موجهاً إلى البشرية عامة و أهل الإيمان خاصة أن يجيدوا للوطن الإنتماء وأن يحسنوا له الولاء.. أن يغاروا على أرضهم.. فأرضهم هي صنو عرضهم.. داعياً إياهم أن يترجموا حبهم للوطن الذي يظللهم ويحتضنهم ويأويهم إلى تناغم وتضامن وتلاحم مع مجتمعهم، ومع عشيرتهم وذويهم ..أن يسودهم الود والحب.. والألفة والإخاء.. وأن يظلوا كالبنيان المرصوص ..
وهم يد على من شق صفوفهم .. حرب على من عاداهم .. من يعكر صفوهم أو يهدد أمنهم هو كمن ناصبهم العداء وخانهم ..يعكفون على العمل الدؤوب والإنتاج والبناء ..ويتنادون إلى تشييد نهضتهم بعد أن يتنادوا إلى كلمة سواء.. يودعون حياة الدعة والسلبية واللامبالاة والكسل ..ويلتزمون جادة الإيجابية وحسن القول وصالح العمل ..يحرصون على طاعة الله وطاعة الرسول وأولي الأمر منهم وينفرون خفافاً وثقالاً إلى التعمير والتنمية والتشييد والبناء.. يتدافعون بالمناكب درب التقدم والرخاء والحب والإخاء.. على طريق التحضر والمستقبل المشرق الوضاء.. زادهم وعتادهم الإيمان بالله وحب وصدق الإنتماء له وعمق الولاء...

نعم ..ليكن وعينا لدرس الهجرة وفاءً بحق الوطن إخلاصاً وصدقاً معه في السر والعلن ..إيماناً منا لا يخالطه شك أو رياء ..بأن من لا يحب وطنه لا يجيد له الولاء فهو جاحداً لفضيلة العرفان والوفاء ..لا يعلق عليه أمل ولا يرجى منه رجاء ...

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

أخي معالي الشمالي
أسعدتني بمرورك ...
وفقنا الله وإياكم .

نعم ..ليكن وعينا لدرس الهجرة وفاءً بحق الوطن إخلاصاً وصدقاً معه في السر والعلن ..إيماناً منا لا يخالطه شك أو رياء ..بأن من لا يحب وطنه لا يجيد له الولاء فهو جاحداً لفضيلة العرفان والوفاء ..لا يعلق عليه أمل ولا يرجى منه رجاء ...

سلمت حويطي والنعم.

أختي درة الحويطات
أسعدني مرورك ..