[align=center]
وبهذا يعلم الفرق بين الحال الايماني والحال الشيطاني ،
فاءن الحال الايماني ، ثمرة المتابعة للرسول والاخلاص في العمل وتجريد التوحيد ونتيجته منفعة المسلمين في دينهم ودنياهم وهو انما يصح بالاستقامة على السنة والوقوف مع الامر والنهي .
[/align]
والحال الشيطاني ، نسبته اما فجور او شرك ، وهو ينشأمن قرب الشياطين والاتصال بهم ومشابهتهم ، وهذا الحال يكون لعباد الاصنام والصلبان والنيران والشيطان ، فاءن صاحبه لما عبد الشيطان خلع عليه حالاًيصطاد به ضعفاء العقول والايمان ولا
اله الا الله كم هلك بهؤلأ من خلق ، ( لِيرْدُهُم ولِيُلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه ) (1) ، فكل حال خرج صاحبه عن حكم الكتاب وما جاء به الرسول فهو شيطاني كائناًمن كان ،
وقد سمعت بأحوال السحرة وعباد النار وعابد الصليب ، وكثير ممن ينتسب الى الاسلام ظاهراً وهو بريىء منه في الباطن ، له نصيب من هذا الحال بحسب موالاته للشيطان ومعاداته للرحمن ،
وقد يكون الرجل صادقا ولاكن يكون ملبوسا عليه بجهله ، فيكون حاله شيطانياً مع زهد وعبادة واخلاص ، ولكن لبس عليه الامر لقلة علمه بأمور
الشياطين ، والملائكة ، وجهله بحقائق الايمان ، وقد حكي هؤلاء وهؤلاء من ليس منهم بل هو مشتبه صاحب مخابيل ومخاريق ، ووقع الناس في البلاء بسبب عدم التمييز بين هؤلاء ، فحسبوا كل سوداء تمرة وكل بيضاء شحمة والفرقان اعز في هذا العالم ، وهو نور
يقذفه الله في القلب يفرق به بين الحق والباطل ويزن به حقائق الامر خيرها وشرها ، وصالحها وفاسدها ، فمن عدم الفرقان وقع ولابد من اشراك الشيطان فالله المستعان وعليه التكلان .
1 _ سورة الانفال 34 .
المصدر / كتاب الروح ، للأمام ابن القيم الجوزية ،ابي عبدالله شمس الدين محمد بن بن ايوب بن ابي بكر بن سعد الزرعي ثم الدمشقي ،