النميمه والوشايه

الوشاية قد تهدم أمةً بأكملها وتزلزل أركانها فكيف إذا ما دخلت بين قلبين رقيقين ينبضان بالحب والعاطفة .. هل لكم أن تتخيلوا حجم الكارثة التي يمكن أن تحدث ؟.

. الوشـاة .. هم أمهر خلق الله في فن التنصت و الاستمتاع لما لا يخصهم ولا يعنيهم في شئ على الإطلاق.. كما أنهم يملكون نفس المهارة في توظيف هذا الاستماع وما ينجم عنه من معلومات في بث النميمة و الوشاية في آذان

الآخرين لا لفائدة ذاتية قد ترجع عليهم بالنفع ولكن لزرع الشقاق والبغضاء بين الآخرين لتحقيق متعة بغيضة يتلذذون بها لسواد يسكن قلوبهم ونفوسهم المريضة ..

وغالباً ما تستهدف وشايتهم هذه القلوب النظيفة والمطمئنة حسداً وبغضاء من عند أنفسهم ..
وشأن هؤلاء النمامين مع الأحبة شأن آخر ..


معهم تتعاظم لذة الوشاية وتتعاظم متعة النميمة إلى أبعد الحدود .. الوشاية مع الأحبة خساراتها فادحة ..
وعواقبها مروّعة .. والحديث عن نتائجها يطول ويطول في مجالس هولاء النمامين بتشفٍ مريض لايشبع إلا أحقادهم وحسدهم لهذه القلوب ..


الوشاة ... لا يأتون إليك بصورتهم الحقيقية منهم غالباً مايتقمصون صور المخلصين ممن يتقربون إليك ولكن صورهم لا تشبه إلاّ قلوبهم الســــــوداء ...




حبيبتــي كل العواذل تشابه .... قلبٍ ظلام و وجه يشبه للأصحـاب

ولامـن غدا لك صاحـبٍ ينحكا به .... لاتسمعين إن كان لك قلب و أحباب


وهكذا يبقى نداء قلوب الأحبة لبعضها البعض يتدفق في شرايينهم بمرارة وأسى شديدين جداً أحدهما يطلب عدم الالتفات لكلام الوشاة ونميمتهم التي لا تسعى الا للتفريق بين هذه القلوب العاشقة ....








ويتعاظم الألم ... ولكن لاصوت يعلو فوق صوت الحقيقة التي تنبذ أفعال هؤلاء النمامين وتبغض تصرفاتهم اللامسؤولة...
وترفض كل المرايا النظيفة صورهم الباهتة وإن بدت تعجب البعض الذين لايعرفون خبايا ضمائرهم البشعة ...


ترى بعض العرب عذبة حكي وازوالهم أخشاب ... ولو سنّد على هرج الثقاة وشرّبك حالي

وبعض السم لويقد ر ذبح النفوس الناب ... إذا به من رخى سمعه لبعض القيل والقالي

وأنا مابعتك لهرج العذول الواشي الكذاب .. أنا جبتك من أطراف الرحيل وقصرت حبالي


والقلوب النظيفة تعلم تماماً..
إنها نظيفة مهما سعى هؤلاء الوشاة إلى تلوثيها بنميمتها..ومهما سعى كل الكلام المغرض إلى التشكيك في نقائها وصفائها..
ولكنها يسكنها قلق قاتل من أن يتمكن هؤلاء من أن يزرعوا في نبضاتها شيئاً من السواد الذي تحمله قلوبهم ...



أخاف أنا من ظلم شهّادة الزور ..... وأنا أدرى أن ثيابنا بيض و انظاف



ومرّد هذا القلق.. وهذا الخوف إلى هناك من هؤلاء الوشاة من يملك قدرةً عجيبة على تزييف الحقيقة وإقناع كل مالا يمكن إقناعه بأن كل أكاذيبه وزيفه إنما هي وجه من وجوه الحقيقة..


شاورها وبعض الناس باشورها ... تقلب الميت حي وتقلب الحي ميت



نعم بهذهـ القوة.. يمكن هؤلاء أن يغيروا وجه الحقيقة وبسهوله متناهية .. طالما أن هناك من يمكن أن تمر ر عليه مثل هذه الحقائق المزيفة ممن يجيدون الاستماع لهولاء القتلة..


الموت لا من حكوا فيني وصدّقتي .... لاصارت أقوالهم عندك تمثلني


وليتكم تعلمون أنه عندما يحدث ذلك لا يكتفون بتبليغ رسائلهم الموبوءة لمرة واحدة فقط ولكنهم ما أن يبذر أحدهم بذرة الوشاية الأولى حتى يتكالب بقية النمامين على الضحية تكالب الأكلة على قصعتها ...


تجمعوا حولك يسار ويمينك .... مثل فراش الليل لا شافت اتربك
هذا وقف بين انتباهك وبينك ... وهذاك بسم انك تحررت يغويك


وهناك من الأحبة للأسف.. من يستسلم لهولاء الوشاة ويرضخ لرغباتهم فيحدث حينها ما لا تحمد عقباه ...



بشـر اللي ينتظر يوم الفراق .... قل تباعدنا ولايمكن نعود

.

ولكن يبقى العزاء خالداً في أن هناك من لا يرضخ لهم ولا يستجيب لنميمتهم و أهوائهم مهما كان يتصيرونه ومهما كانت صورهم تلبس ثوب الناصحين والأصحاب ..


كذوب اللي يقول أقوى افراق الصاحب الغالي .,. متى غاب عنك اللي توده بانت الخلّه......

.ويبقى العزاء خالداً أيضاً في أن هناك من يجابه هذه القلوب السوداء بقلوب لا تعرف إلا البياض والنقاء .

.. وتبقى أمضى سلاحاً وأعظم فتكاً مما يكيده الوشاة لو ملأوا الأرض بالوشاية...


مايفوز الحاسد اللي بك وشــى ... فيك حساد الهوى ياكل تـراب

وستبقى القلوب المحبة .. وفيةً لبعضها البعض مابقيت الدنيا ..
وستبقى الوشاية وسيبقى الوشاة يمارسون أحقادهم في مجالس الناس اللاتي يجدن فن علك الكلام والخوض في أ عراض الناس ...
والعبث في القلوب النظيفة .. وفي مجالس الرجال أيضاً و لكن ليس بجودة وحرفت النساء (( ملوك النميمــــة )) في العالم بأسره ..



رســـــالـــة أخيـــــــــــــرة ...

والقلـــــــــب منك العواذل لو يعذلونه ... مايستمــع عذل من جا عنك عذالي


...ويكفي النمام قول رسول الله " لا يدخل الجنة قتات"

اي نمام.................وكفاكم الله شر النمامين