قلت لي مبتسمة وعلى عجل : اليوم أكملنا عشرين سنة ونحن متزوجان .. كانت كلمات عابرة لكن لا أدري لماذا استقرت في فؤادي ثم جرتني إلى الماضي الجميل .. كنت فيه رفيقة الدرب ونعم الرفيقة ..
أشهد الله عشرون سنة لا أذكر أني بت ليلةً غاضباً منك .. ليس من قلة المشاكل بيننا ولكن من طيب نفسك وحسن تصرفك .. أعترف بأنني عصبي وقد تعودت عند حصول مشكلة أن أهرب من المنزل حتى لا تتفاقم ..ولكن بعد أن أعود إلى المنزل يسحرني استقبالك وكأن شيئاً لم يكن .. فلله درك من امرأةٍ مؤمنة ..فوالله لا أقدر أنا على فعل ما تفعلين وتحمل ما تتحملين .. تبادرين بابتسامةٍ طيبة وهدوء نفس بكلمةٍ رقيقة تخجلني حقاً فأنا لا أستحقها .. ثم تذكرينني بهوان الدنيا ومباغتة الموت وأنه لا ينبغي أن تلاقي الله ونحن متخاصمان .. وكنت تهونين كل مشكلة وترين بأن لكلٍ منها حل .. ولكن بالهدوء والتفاهم والاعتماد على الله ..
وما يثير دهشتي حقاً هو أنك دائماً أنت المنتصرة .. ولايكون إلا ما يرضيك .. أهو انتصار الله لك لالتزامك بنهجه حال الغضب ودفعك بالتي هي أحسن .. أم هو سحرك الذي سحرت به قلبي بحلمك ولطفك وتبسمك ..
كم أغبط نفسي أن منّ الله عليّ بامراةٍ مثلك .. وكم أدرك الحكمة العظيمة التي لأجلها قال : " فاظفر بذات الدين تربت يداك " ..