نحن نتحدث كثيراً عن بطء تنفيذ المشاريع وتعثرها، والأخطاء التي تحدث في تنفيذها، وعدم اكتمالها في المدة المحددة لها، حتى إن بعضها يستغرق سنين عدداً في تنفيذه كمشروع الصرف الصحي في جدة، ونضع اللوم كله على المقاولين، وننسى الطرف الآخر في المعادلة وهم موظفو الحكومة الذين يصممون المشاريع ويضعون مواصفاتها ويكتبون عقودها وهي عقود فيها الكثير من الثغرات التي تتيح للمقاول التلاعب في تنفيذ المشروع، هذا الطرف الآخر هو الحكومة التي تراقب المشاريع وتشرف على تنفيذها، ولعل أول ما نلاحظه في هذا الصدد هو ضعف الجهاز الهندسي في كل جهاز حكومي وعدم كفاءته وأحياناً عدم إخلاصه، بالاضافة إلى عيب لا يسلم منه أي موظف دولة وهو التقاعس والكسل بحيث لا يزيد عدد الساعات التي يعمل فيها فعلاً على ساعتين، ويذهب الباقي في قراءة الجرائد والتحدث مع الزملاء والصلاة التي تستغرق عادة ساعة أو أكثر، وبعض الموظفين يذهب إلى بيته بعد الصلاة، وكأن يوم العمل انتهى بالنسبة له، والضرر لا يقتصر على المقاولين والمشاريع بل يمتد إلى مصالح الموظفين ومعاملاتهم التي تلف وتدور بين دائرة وأخرى دون أن تنجز إلا بعد طلوع الروح، ولا تسألوني عن الحل، فالمشكلة ليست مشكلة أفراد بل مشكلة جيل بأكمله.
بقلم عابد خزندار