الفارس هويمل ابوتايه (العاطل)

الفارس هـويـمـل أبوتايه (العاطل)



من فرسان الحويطات الشجعان والمشهورين من الفريجات من حويطات الشمال وهو أخو طرفه "هويمل بن صبّاح بن عيد بن صبّاح أبوتايه" ، عرف بلقب (العاطل) مثل لقب أبوه عليهم رحمة الله ، كان رحمه الله مقربا من الشيخ عوده ابوتايه وله معزة خاصة عنده لمواقفه العديدة معه وباعتباره ولد عم ، وقد عاش حياته في فترة توسع غزوات قبيلة الحويطات التي وصلت الى قلب الحجاز وتعدت حلب في الشام ووصلت خيل الحويطات في وقت زعامة عشيرة ابوتايه الى سنجار في العراق فكان لهذا اكبر الاثر في شخصية هويمل وعرف رحمه الله أنه طويل القامة وقد كان يقول عنه الشيخ محمد أبوتايه رحمه الله بأنه على كثر مارأى من الجمال لم يرى مثل جمال هويمل أبوتايه

أما عن سبب إطلاق لقب العاطل عليه فقد سمعت الرواية التالية فقبل حوالي الثلاثة أشهر من معركة الطور ذهب الشيخ عوده ومعه تقريبا عشرة أو أحد عشر رجلا من ضمنهم "هويمل العاطل" و "عيد بن فلاح" و "عطيش ابن ذياب" وغيرهم ممن لاتحضرني أسمائهم ذهبوا لقنص النعام وفي رحلة القنص هذه تواجهوا مع حوالي 150 رجلا من بني صخر فأمرهم الشيخ عوده ألا ينتخي منهم أحد (حتى لايتم معرفتهم) لعدم توازن القوى وكانوا يردونها عليهم بين اللحظة والأخرى وكان "عيد بن فلاح" عليه رحمة الله يردها عليهم حتى قال لخاله الشيخ عوده (ياخال ماكل النهار شراده ياخال) وهو لم يكن يعلم أن خاله قد أصيب في كاحله وقد أصيب ايضا عطيش ابن ذياب ، وكسرت رجل هويمل حتى قالوا أنها تضرب فرسه من الامام والخلف وكان يعض على عنان الفرس من شدة الألم وبعدها جبروا ساقه وصار لايستطيع ثني رجله بعد ذلك عرف بهويمل العاطل .

وفي أحدى الغزوات وكان عقيدهم "هويمل العاطل" ومعهم بعض الرولة كانوا غزايين على جو (الميه) أو (المويه)في الجوف وكانوا نيام في الليل وبيتوهم القوم وهم نيام ودارت بينهم معركة فتمكن عدد من الرولة من الفرار حتى وصلوا إلى عوده أبوتايه وابن شعلان وكانوا نازلين على الجوف وقالوا أن القوم بيتوهم وأن الباقين قد قتلوا فاستغرب الشيخ عوده وقال لهم وانتو مقفين من عندهم صوت الطخ (إطلاق النار) كان باتجاهكوا ولا كان مقفي فقالوا كان صوت الطخ بعضه باتجاهنا وبعضه مقفي فقال عوده انتظروهم وتلّقوهم واطلبوهم من الكسب منهم فقال الشيخ ابن شعلان هذي شامية ياعوده ( يعني أنه مستبعد بأنهم قد يرجعو ومعهم الكسب) وفعلاً كما قال الشيخ عوده رجعوا بعد حوالي اليومين أو الثلاثة أيام ومعهم الكسب وعلى كلام عيد بن قاسم أبوتايه ( عيد الاربش) عليه رحمة الله أن هويمل العاطل رجع بـحوالي 26 من الابل ورجع هو بحوالي 17 من الابل ،، فعليهم جميعاً رحمة الله.

أما في هذه الحادثة ، عند حصار الجوف كانوا التوايهه ومن ضمنهم "هويمل العاطل" و "زعل بن مطلق" ومعهم بعض من الرولة يريدون الوصول إلى الشيخ عوده والشيخ ابن شعلان في الجهة المقابلة وكانا على جبل يراقبون الأوضاع في المدينة ( وحالياً يقع بين السديرية وبين مدينة سكاكا ) فقال أفراد من الرولة انهم يريدون سلوك هذا الطريق ، فردوا عليهم من التوايهه أن أهل الحضر متمركزين ومتحصنين في بيوتهم ونكون مكشوفين لنيرانهم ، فقال أحد الرولة ليه يالتوايهه خفتوا ، فقالوا لاوالله لكن نشوف وش اللي يصير ، فقاموا بسلوك الطريق وصاروا تحت نيران الحضر فعاد الرولة أدراجهم واستمر التوايهه من الحويطات في طريقهم وكل ذلك تحت مرأى من الشيخ عوده والشيخ ابن شعلان وعند وصولهم نصى الشيخ عوده خوياه وقال " له ياهويمل ، له ياهويمل " فرد عليه هويمل وقال والله ياعوده هذا مهو راينا حنا ، هذا راي اللي يوم كنا بالسعة نصحناهم واتهمونا بالخوف ويوم صار الرمي رجعوا ، وحنا والله استحينا من الشرادة .
أما قصة عفوه عن قاتل أبيه الفارس "صبّاح العاطل" عليه رحمة الله ، فتدل على شهامته ونبل أخلاقه ، فعند مقتل أبوه من قبل "عسكر العواجي" من عنزه (عندما صوّب البندق عليه ) في معارك الحيزة المعروفة ، فحلف ابنه هويمل بأن يثأر لأبيه ويقتل قاتل أبيه ويمشي بين رأسه وجسمه ، وبعد فترة من الزمن قدم العواجي لديار التوايهه وذهب لبيت هويمل العاطل وشرب من قهوته ومالحه ولم يكن هويمل يعرف بأن هذا هو قاتل أبوه وعند قدوم الشيخ عوده قال لهويمل : ياهويمل ، أنت تعرف من هو ضيفك ؟ فقال لاوالله يا اخو عليا ما اعرفه ، فقال هذا عسكر العواجي ياهويمل ، "الحقيقة الموقف صعب ومحرج وخصوصاً أن الرجل مالحه ودخل بيته" ، فقام وأخذ ناقة وضحى ونحرها ، وقص من شعر عسكر العواجي ومشى بينه وبين جسد عسكر وذلك عن حليفته اللي حلفها ، وقال عفوت عنك لوجه الله تعالى.

أما قصة وفاته رحمه الله ، سافر هو وأفراد من جماعته لمدينة الرياض للسلام على الملك عبدالعزيز رحمه الله ومبايعته ، وكان مرض الجدري منتشر في الرياض في ذلك الوقت وأصيب به ، وألم به المرض في طريق العودة وكان من بين رفقته بالسفر الفارس المعروف داغش بن جازي أبوتايه، فقال له توصيني شي لعيالك فقال مادام التوايهه موجودين ماراح يقصروا معهم ، ودفن عليه رحمة الله في صحراء القصيم في احد الطعوس وكانت وفاته قبل وفاة الشيخ عوده ابوتايه بفترة بسيطة حتى انه وصل خبر وفاته للشيخ عوده في ايام مرضه .

رحم الله جميع اموات المسلمين


منقول منتدى ابنا الاردن

وهي بقلم المشرف اخونا أبو عواد