وخرجت شهرزاد عن صمتها ....!!!
وخرجت شهرزاد عن صمتها .... ,, وبدأت تتحدَث لغد تراه يتسلَل من بين ستائر النَسيان ... ويشرق رويداً .. رويداً .
ليوقظ في أعماقها حب الحياة .. ,, ومعنى الأمل ....
وفي غمرة الدَهشة , والبهجة ... تذَكرت أمسها .. فحانت منها التفاتة إلى ذلك الماضي الذي عانقته أحلامها طويلاً ,,, فاغتالها في لحظات قسوة ......!!!
وتنهَدت شهرزاد ,, فخرجت من صدرها آهة بعمق آلامها ,, وقالت تحدَث الأمس القريب : ..................
أيَها الأمس الَذي فرشت له الحنايا ربيعاً دائماً ,,, فأحالها .. بأنانيّته.. إلى صقع موحش ..........!!!!!
أيَها الأمس الَذي كان أملاً لعمري ....... ,, فأصبح يأساً يقتل أيَامي .............!!!
أيَها الأمس الَذي كنت أسابق الرَيح للقائه ..........,, فبت أعرج .. كي لا أصل إليه ........!!!
أيَها الأمس الَذي كنت أغرَد لعينيه عذب الكلام ...........,, فأحالني جفاؤه إلى خرساء .. تعجز عن التَعبير .. حتَى بالإشارات ..........!!!!!!!
أيَها الأمس الَذي كنت أنسى الأيام والسَاعات بين ذراعيه ...........,, فبتَ أعيش فرحة الثَواني في غيابه .............!!!!!
أيَها الأمس الَذي عشقته صبَية في عمر الزَهور ............,, فشيَبت فؤادي ... قسوته .............!!!
أيَها الأمس الَذي أمطرته وابل عطاء محبَة.. صاف ... من قلب لم يعرف سوى عينيه .........,, فأجدبت حياتي وهي تنتظر منه ...
... قطرات حنان ........!!!!!!!
أيَها الأمس الَذي طوَقته بالياسمين حبَاً .........,, فأبى إلا أن يتركني أسيرة الوحدة الموحشة في كهوف النَسيان ......!!!!!
أيَها الأمس الّذي أسقيته حنان الدَنيا ممزوجاً بماء زلال .....,, لكنَه عكَر صفو نبع أيَامي بوحل الجفاء والأنين .....!!!!!!
أيَها الأمس الَذي رسمته ضحكة بريئة على شفاه الحب الصَادق .........,, فتحوَل إلى وحش يغتال البراءة في أحضان
الحب .............!!!!!!!!
أيها الأمس الذي أشرعت كلَ أبواب الروح لأجله .... فأغلق أبواب الحياة دون روحي
أيَها الأمس الَذي كنت حضن الهوى العطر .. الَذي أهرب إليه من غربة أيَامي .......,, فبتَ اليوم وكراً أخشى الاقتراب منه .............!!!!!!!
أيَها الأمس الَذي تمنَيتك أن تبقى نقش حب أبديَ على معصمي ......,, فأبيت إالَا أن تحفر فوقها آثار الغربة و الحنين ...!
أيَها الأمس الَذي فرشت له الأعماق مسكاً وريحاناً ....... ,, فما كان منك إلا أن .. تركتها أطلالاً تزمجر فيها رياح الألم ...........!!!!!!!!!!
أيها الأمس الَذي ....... والَذي ........... والَذي .................................. ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
ثمَ أشاحت شهرزاد وجهها , بكبرياء , عن ذاك الأمس الحزين ... ,,
و واصلت حديثها بتحدَ ... فقالت : أيَها الحاضر ..
أنت لي وحدي ,, وقلبي اليوم هو ملكي ,,, وثواني العمر أغلى من بعثرتها فوق دروب الوحدة والانتظار ...............!!!!!!!!!
مسكينة هي شهرزاد .. تغصَ كلماتها بدمع أعماقها ............ ,,, لكنَ كبرياء الأنثى المجروحة .. بداخلها.... يبقيها
صامدة ......................... !!!
تلك هي قصَة شهرزاد الَتي صمتت طويييييييييييييييلا ,,, لكنَها اليوم ... قرَرت تمزيق شرنقة الصَمت الرَهيب الَذي كاد يخنقها ...
وخرجت من أعماق الأمس الكئيب ,, لتصرخ بصوت المتعطَشة للحياة ,, , اليوم سأكسر حاجز ,, لا بل حواجز الصَمت التي
وقفت عمراً طويلاً .. حائلاً .. دون ضحكة الرَبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ....!!!
وأخيراً تأمَلت الغد بعيون الأمل وهمست ..أمَا أنت .. أيَها الغد .. الَذي ألمح إشراقته رغم قسوة الغروب ..,,,,,,,,
فلست أراك إلَا غداً مزهراً في صحراء عمري القاحلة ...
............,,,, لا , بل .. لست أشعر بك إلَا حناناً يتدفَق نحو الأعماق ليروي عمراً أظمأته سنوات عجاف ....!!!
أيَها الغد .. وكأنَي أراك نوراً يتسلَل إلى الحنايا ..,, ليحيل ظلمتها لأضواء عشق ,, لا تنطفئ أبـــــــــــــــــــــــداً ......!!!
لذلك ,, أيَها الغد المجهول ,, سأمنحك كــــــــــــــــــــــــــــلَ مساحات العشق والعطاء بداخلي ,,,, لتحصد وحدك ثمار..
الحـــــــــــــــــــــــــــــبَ الأبــــــــــــــــــــــــــــدي .....!!!!!!!!!
وهكذا عادت شهرزاد لصمتها ,, بعد أن نفضت عنها بقايا الأحزان والدَموع... ,, وتحرَرت من قيود الماضي الأليم ,,
ومسحت آثار سياط الأمس الـتي ألهبت أعماقها.........................!!!!!!!
عادت لصمتها ,, بعد أن تصالحت مع نفسها ,, ورسمت معها صورة مشرقةً للغد الذي ستظلَ في انتظاره ,,,,
عادت لصمتها وهي ترسم فوق شفاهها ابتسامة أمل ,, لا بل ابتسامة انتصار ,, لأنَها حوَلت صمتها ,, من صمت انكسار ,,
لصمت كبرياء ........................!!!!!!!!!!!!!!!
وابتعدت وهي تردد... أيَها ألأمس :... أنا لم أخلق لك .........