عندما ناحت العذراء

1)

لا تنسي الماضي فهو اللقاء
ولاتنثري دمعي فهو البقـــاء
فرق ٌ كبير مثل السمـــــــــاء
جـــــــــــعل ذُّلنا كـــــالكبرياء
قصيدة ٌ أبكت الفقراء ..
وكم تسعد عبث الأغنيـــــــاء

2)

عجب ٌ عجاب ..
لانرى إلا في الضباب
ولا نضحك ُ إلا بدمعة يكسوها العذاب

3)

مابين أنوار العروس ..
مرأة ٌ وطفلة وشيخ ٌ عبوس
نفتقد الماء والفانوس ..
ونرجوا الحرب الضروس

4)

فكيف يجمعنا الهوى ؟
وبيننا ألف سور ٍ وسور
فلست علاء الدين ، يابدر البدور
لنلتقي صدفة ..
وتجمعنا دهور

5)

نسائم الوديان .. تداعب الأغصان
وقلبي من التحنان .. قد زان بالإشجان
وكم نحن مختلفان ؛ فقصتنا من قديم الزمان
لم تعزف على وتر فنان
وما صاغها " بديع الزمان "

6)

قد غابت الضحكات من منزلكْ..
وأهرقت الدموع من مقلك ْ..
ومآساتنا بعض سرك ْ ..

7)

أتذكرين عهدنا القديم .. ؟
رجل ٌ ومرأة وقمر ٌ نديم ..
لكن الزمان أعتى خصيم ..
فكيف الحال يا أروشليم ؟

8)

هل زال عبق الليمون من ثيابك ؟
وجبل الزيتون ينوح لما بك ْ

9)

ثكلى غادرها الأطفال دون سؤال ..
زوجة ٌ ودَّعها الحبيب فالرجوع محال ..
أرض ٌ وحقول ٌوتلال ..
تردد نفس الإبتهال :
(( هرمت النساء ومات الرجال ..
كان ذلك من سنين ..
فكيف نُنحجب عُشر صلاح الدين ؟ ))

10)

حزينة ٌ هي الأقدار .. ليل ٌ طويل بلا نهار
نموت من العطش لنحرس أعذب الأنهار

11)

أما أنا سأبقى ..
بالدموع سأبقى ..
أنادي فيك ِ مسرى النبي الكريم ..
أنادي صدق عيسى وموسى وإبراهيم ..
وكل ما تركوا من خير ٍ قويم ..

12)

لأسمع طفل الحجارة والصمود ..
وقذائف الفجرة وأفك التلمود
فقد ناح في أفق الوجود ..
عذراء مصانة بيد (( اليهود ))



صوت الحجاز