شاعر الزمان و إمبراطور الشعراء

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

ابو الطيب احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكندي الكوفي
من بني جعفر بن سعد العشيرة مذحج من كهلان من قحطان
ولد في الكوفة سنة 303هــ
قيل انه حوالي عام 320 هـ ادعى النبوة في اللاذقية وسجن حتى استتاب
وفي عام 337هـ اتصل بسيف الدولة الحمداني في حلب لفترة حوالي عشرة سنوات
ولكن الحساد افسدوا علاقته به
فغادر الى الشام عام 346هـ ثم الى مصر واتصل بكافور الاخشيدي
ثم عاد الى الكوفه عام 351هـ
ثم اتجه الى فارس واتصل بعضد الدولة وفي طريق عودته قتله فاتك الاسدي عام 354هـ


قال عنه الامام الذهبي - رحمه الله – شاعر الزمان
وقال عنه الحافظ ابن حجر – رحمه الله – (نظم الشعر حتى بلغ الغاية الى ان فاق اهل عصره )

وقال عنه الشيخ عائض القرني :
و اذكر لك قطعة أدبية عن المتنبي من كتابي ( إمبراطور الشعراء )
قلت : (( ما رأيت عالما فذا جاء بعد المتنبئ إلا استشهد بشعره في معرض حديثه
من موعظة وتفسير أو سلوك أو تربية أو تاريخ
وقد مسحت كتبا كثيرة شهيرة فإذا للمتنبئ عشرات الأبيات منثورة في غضون هذه المجلدات ،
مثل إحياء علوم الدين للغزالي فله عنده قرابة عشرين بيتا
وابن الجوزي مغرم في كتبه بالمتنبئ
وابن حزم مولع بشواهده
وابن تيمية يهش لنوادره ويورد بدائعه
وابن القيم ينتقي مقطوعات ثمينه في كتبه
وعلماء التراجم يوشحون السير بشعره
والمؤرخون تسعفهم أبياته عند العرض والاستنتاج
والوعاظ يهزون الناس بقوافيه
والملوك يديرون أدبه في مجالسهم
والأدباء يضمنون نتاجهم فيض المتنبئ
والكتاب يزينون مقالاتهم بتحفه الغالية
وبالجملة فلا اعلم شاعرا عربيا قديما أو حديثا شرق وغرب شعره وخلد نتاجه كهذا الشاعر
شهادة يؤديها الأدباء ويقوم بها الشعراء ويصدقها أرباب البيان
وكأن المتنبئ يعني هذا لما قال في شعره:
إذا قلته لم يمتنع من وصوله – جدار معلى أو خباء مطنب
وقصدي من هذا الفصل إخبارك ان الشاعر الفذ هو من بقي حضوره ودام ذيوعه
وفرض احترامه على محبيه ووجوده على حاسديه
وكذلك كان المتنبئ فهو اشهر شاعر سمع به الناس واحتفلت بشعره المنابر
وهضمت جمله الدفاتر وتشنفت بقوافيه الآذان ولعلعت بقصائده المجالس
ليصح في شعره قوله :
انا الذي نظر الاعمى إلى أدبي – وأسمعت كلماتي من به صمم


قصة مقتله :
وهذا مارواه الربعي عمن عاصر احداثها : وهو محمد بن المبارك الجبلي
يذكر الجبلي ان ( فاتك بن أبي الجهل بن فراس بن بداد )
خال ضبة بن يزيد العيني ( وضبة هذا هجاه ابو الطيب بقوله : ما انصف القوم ضبه – وامه الطرطبة )
علم بخبر سفر المتنبئ من بلد فارس الى بغداد وان طريقه سيمر بجبل ودير العاقول
وقد عزم فاتك ومعه عشرون فارسا من قومه ان يقتلوا المتنبئ
وقد نزل المتنبئ في دار محمد الجبلي
وعندما قرر مواصلة سفره اصر الجبلي ان يكلف عشرون فارسا ليرافقوا المتنبئ
بحجة انهم ادلاء طريق ( بينما السبب الحقيقي انهم لحمايته ) ولم يخبره السبب الحقيقي
لمعرفته ان المتنبئ سيرفض الحماية وفعلا رفض هذا الامر
فأخبره الجبلي السبب وان فاتك وقومه يريدون قتله وعرض عليه الجبلي
ان يوجه فرسانا بسبب اخر لاعلاقة له بالمتنبي
ويكلفهم في الوقت نفسه ان يكون مسيرهم مع مسير ابو المتنبئ
( لحفظ ماء وجهه من ان يقال خاف فاتكا وقومه )
فرفض ذلك ابو الطيب ايضا
وخرج للسفر مع ابنه وغلامه فقتلوا على يد فاتك وقومه بني اسد في رمضان عام 354هـ
ويقال ان ابو الطيب لما خرج عليه فاتك وقومه اراد ان ينهزم فقال له ابنه : اين قولك :
الخيل والليل والبيداء تعرفني – والطعن والضرب والقرطاس والقلم
فقال له قتلتني يا ابن اللخناء
ثم قاتل حتى قتل



كتاب : قصائد قتلت اصحابها
للشيخ عائض القرني
و ترجمة المتنبي للربعي منشورة في خاتمة كتاب ( المتنبي ) للاستاذ محمود شاكر



ودمتم بخير



[/align]