الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-08-07, 01:54 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 573
المشاركات: 98 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 235
نقاط التقييم: 10
alirtemat is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
alirtemat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
Post مملكه الموت

عندما دخل متعب واصدقاءه المقبره القريبه من حيهم تلك الليله لم القمر ظاهراً, وفوق الغشاء الذي اظل عيونهم من كثره شرب الكحوليات كان ذلك الغشاء الشفاف من الضباب يزيد حلكه المكان اكثر فاكثر, ولكن ما اعادهم الى الصحيان من سكرتهم, الهدوء المميت الذي يغلف المكان, فراح قسم منهم بصوت هادئ يطلب منهم العوده, ولكن متعب الذي لا يخاف المقابر اصر على المضي قدماً بما جاءوا من اجله خصوصاً ان الذي طلب العوده هو نفسه من اقترح الذهاب الى المقبره, وحفر احد القبور. تابعوا بكل وجل خطوات متعب الواثقه حتى صاروا امام قبر يبدوا قد حفر حديثاً, كيف لا وهو احد اصدقائهم الشبان الذي وجدته عجوز ممد في احدى زقاق المدينه وقد فارق الحياه وبيده ابره ومعقود فوقها حبل من المطاط, الى جانب مجموعه من احجار كرستاليه الشكل تدل على انها نوع من انواع المخدرات. لقد كان موتاً فضيعاً, وكان لوقعه على اصدقاءه وقع الموت نفسه, فقد كان شاباً يافعاً, مجتهد في دراسته, وكان رحمه الله حالما يخرج من مدرسته يذهب من فوره الى احد المحال القريبه للعمل, لانه كان معيل لاهله, وذلك عندما قابله متعب لاول مره واصبح ما بين الاثنين صداقه سريعه, لحبه لروح متعب الخفيفه والتي تحترف النكته, وسرعان ما تحولت تلك الصداقه الى ادمان, بالطبع نقود الشاب الضئيله لم تكن تكفي العائله التي تركها خلفه ابيه رحمه الله, واحتياجات الادمان, خصوصاً انه عرف من الذين يصاحبون متعب اينما ذهب, انه تاجر مخدرات لا يعرف الرهبه, ولا تاخذه رافه بمن يعبث باثمان بضاعته, غاب زمن طويل على من كان يعتقد انه صديقه متعب, ولم يعطه جرعه من المخدرات, بل على العكس امر رجاله بضربه ضربا مبرح, لانه لم يدفع حسابه. بداءت رجلاه لا تحتملانه وهو يمشي فصار يحتال لمن حوله بطريقه المزح انه متعب ويريد الاستراحه قليلاً مثل العجائز, فيضحك ويضحك معه الماره, ولكن في داخله كان هو ابعد ما يكون الى الضحك, زواغ عيونه وهو يحاول ان يامرها بالتركيز, وهو يقف امام المراه لم يذعن لاوامر عقله التي باتت تاتي متاخره بعض القوت فتجد العيون شئ اخر وهكذا الى ان يصيبه صداع شديد, يتمنى من خلاله الموت, وكانت تصيبه رعشه لا اراديه بين الحين والاخر, من شده شؤ حظه ان صاحب الحانوت لمحها عده مرات, ولكنه عندما اوقع احد الاوعيه الزجاجيه وتناثرت شظاياها على ارضيه الحانوت, لم يتوانى صاحب الحانوت من طرده حتى قبل ان يقوم بتنظيف الارضيه...اصبح لا يطيق حتى حديث امه له, بل على العكس اقسم احد اصدقائه انه سمعه مره ينعت والدته باسؤا انواع النعت, وراح به الامر ابعد من هذا بكثير, وصل به الامر ان عرض اخته اليافعه لتصاحب احد اصدقائه, مقابل بعض المال, بالطبع تحول الرجل من صديق الى عدو بثواني...ما العمل؟ كيف اجني بعض المال لادفع لهذا الكلب متعب امواله, ليس هذا فحسب, كيف اجني بعض المال لاشتري حقنه, فكر الشاب الذي لم يعد يبدوا عليه اثار الشباب, فبدى هرم, خصوصاً وان المخدرات التي كانت ولا تزال تاكل احشائه قد وصلت منه العظم, فراحت اسنانه تتساقط واحداً تلو الاخر حتى لم يعد يبتسم كثيراً امام الناس, واذا ابتسم من بين همومه لمشهد ما غطى بيده فمه خوفاً ان يرى الناس فمه الخالي من معظم الاسنان. قد تاخذ الانسان الى اماكن بعيده وجميله تلك المخدرات ولكنها في المقابل لها حق على جسدك, فما تعول تنهش احشائك وعظامك الى ان تقتلك, فهي ليست كغيرها من المواد المخدره, اذا استعملتها مره, اصبحت مدمناً, واذا اصبحت مدمناً فقد فقدت السيطره على نفسك, فهي التي تاخذ منك مقود حياتك, وتسيّره بما تشاء هي, وها هو صاحبنا يراقب ذلك البيت الخالي الذي وصلت الى اسماعه ذهابهم في زياره لبعض الاقارب خارج المدينه, من احد الجيران. ما ان اسدل الليل رداءه على المدينه الا ان قفز صاحبنا الى اعلى السور بعد محاولات عده, ومن مكانه قفز للاسفل, لم يعبئ بذلك الصوت تحته وكانه فرقعه صغيره لالعاب ناريه رطبه لم تحترق كما يجب, وراح يترنح على رجل واحده, وبعد ان كسر الزجاج الخارجي للبيت مد يده وفتح الباب من الداخل...ما بال رجلك؟ قال متعب وهو يناوله وعاء مطاطي صغير جداً يحمل بداخله تلك الكرات الكرستاليه التي تشابه السكر, لم يجب صاحبنا وهو في قمه نشوته انه اخيراً استطاع ان يجد اسلوب لتمويل هوايته الجديده, الا وهو السرقه...يقول البعض انه تناول اكثر مما يحتمل جسده وقلبه, اما البعض الاخر فقد قالوا انه لغيابه عن الوعي, ادخل الابره في العرق الخاطئ, مما اودى بحياته, لم يكن هذا او ذاك ما جعل اصدقائه يذهبون لحفر قبره, وانما مزيج الخمر والمخدرات الكثيره الالوان والاصناف اوحت لهم ان يحفروا قبره ويقيمون عليه بعض الشعائر ويعيدوه للحياه...بالطبع ذلك الجسد الشاحب الذي فبع امامهم لم يقوم بحركه, الا تلك الحركه الغير طبيعيه التي اطلقها الجسد, ظنوا ان الروح قد عادت له, فراحوا يرقصون فرحاً, ويشربون ويدخنون, وبلحظه توقف الجميع وهم امام شئ كبير ابيض له اجنحه وعيون يقدح منها الشرر, تسمر الجميع في اماكنهم...في الصباح افاق الجميع من غفوتهم الا من جسدين اثنين, جسد صاحبنا ومتعب, وراحوا يجوبوا الطرقات صارخين باسم متعب كالمجانيين, ولكن الاطباء اكدوا انهم فقدوا عقولهم فعلاً. وذكر بعض الناس ان جسد متعب شوهد عده مرات مشلوحاً على سور العائله التي على اثره تركت البيت ورحلت, وهو يصرخ منادياً متعب, ولكن كيف ينادي الانسان نفسه تسائل البعض, فتاتي الاجابه ان صاحبنا كان هو متعب نفسه, لم يكن هناك صديق لمتعب, وانما هو, قتل متعب نفسه.















عرض البوم صور alirtemat   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL