أعاد تعيين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للمهندس محمد الماضي رئيسا لصناعتنا العسكرية جذوة أمل كادت أن تخبو في هذه المؤسسة. مؤسسة تتذكرها الأجيال، فمن بين جيل المؤسس الملك عبدالعزيز الذي خطط لبدء الصناعة العسكرية بحكمة، الى جيل عهد الملك سعود الذي شهد انطلاق اول المصانع، ومرورا بعهد الفيصل الذي سعى لتصنيع عربي عسكري اكبر، واستمرارا بعهد الملوك من بعده يرحمهم الله جميعا، وجاء عهد سلمان بضخ دم صناعي من هرم سابك الى رحم تلك المؤسسة. ونقطة تحول تنموي في هذه الصناعة، ولكن قبل الخوض في بعض التفاصيل يظن البعض ان مؤسسات التصنيع العسكري هي لأمور الحرب فقط ويغيب عن الاذهان ان معظم مؤسسات التصنيع العسكرية الغربية والأميركية تحديدا هي مراكز بحث علمي وتنموي. فعندما أراد المفكر وأستاذ الاعلام السياسي الاميريكي هيربرت شيلر البحث عن تطوير الكمبيوتر كجزء من فكرته الرئيسة في كتابه المتلاعبون بالعقول اظهر حجم الدور الذي قام به الجيش الاميركي في هذا التطوير، بل لم يعط العالم انتباهه للدور الذي تقوم به المؤسسة العسكرية الاميركية عبر مختبراتها في محاربة وباء ايبولا في افريقيا. وهي تعد العقول للتطوير العسكري في تقنية العالم الافتراضي. بل ان دولة الكيان الصهيوني تملك ما لايقل عن مئة وخمسين شركة للتصنيع العسكري جعلت منها على قائمة اعظم الدول المصدرة حتى للولايات المتحدة.
وبالعودة لمؤسستنا الوطنية والتي اعادها الملك سلمان للواجهة التنموية تتطلب من بقية المؤسسات الوطنية العلمية تحديدا الانطلاق معها في رحلة تطوير المنتجات العسكرية والتنموية. فالحد الأدنى هو الاكتفاء الذاتي في أي جانب والسقف هو نقل المعارف وفتح المعامل لتنمية العقول وتدريبها.
أذكر أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله قد أوضح لمجموعة من الإعلاميين وكنت منهم حول الجهود التنموية الكبيرة التي يقوم بها سلاح المهندسين في الجيش السعودي. وبل وكان اكثر فرحا بتعاملهم مع "نقطة الماء" حتى لا تهدر في المؤسسة العسكرية، فكان الاستثمار في تطوير أساليب المعالجة والحفظ وغيرها. وهو اهتمام ليس بمستغرب عنه فها هي جائزة المياه العالمية باسمه جعلها الله مع الكثير من اعمال الخير التي قدمها في ميزان حسناته. وهنا اود أن أحلم بسباق بين الجامعات السعودية ورموز الغرف التجارية من اجل مد يد التعاون مع مؤسستنا الوطنية للفوز بعقد تأسيس مختبر وفي مجال علمي محدد لاستطعنا خلال خمسة أعوام ان نحصد نتاج ابحاثنا العلمية بل واستطعنا ان نخلق الفرص الوظيفية للشباب. ولعل للمرأة نصيبا من هذه الكعكة العلمية ولكن بشكل عكسي بحيث تتجه مؤسستنا الى جامعة الاميرة نورة لتأسيس مختبرات علمية نسوية للتنمية ما يصب في المنتجات المساندة للصناعات العسكرية. المهندس محمد الماضي سعودي قادم من شركة الفيل الأبيض السعودي التي ضحك الجميع عندما فكرت المملكة بتأسيسها، وها هي ولله الحمد والمنة عملاق عالمي يحلم المواطن ان يمتلك بعض أسهمها لتشعره بالأمان في زمن شركات وهم وخشاش.
ادعو لهذا التعاون العلمي ان احد اهداف تلك المؤسسة العسكرية هو اجراء البحوث والدراسات في المجالات ذات الصلة بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحوث والخبرات السعودية والعالمية، ونقل التقنية وإنشاء مراكز البحوث لزيادة فاعلية السلاح، والمنتجات الأخرى. مؤسسة سوف تزدهر بروح شباب وزير الدفاع محمد بن سلمان القادم من المؤسسة العلمية، وهو يعلم أن "من استرشد العلم ارشده، ومن استعان بالعقل سدده
د / فهد الطباش
جريدة الرياض
التنمية في صناعاتنا العسكرية
العرض العادي
