الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الخواطر الأدبية و النثر خاص بخواطركم الادبية و بوحكم

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-07, 12:08 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 573
المشاركات: 98 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 235
نقاط التقييم: 10
alirtemat is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
alirtemat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الخواطر الأدبية و النثر
Wink الجوكر والحياه

[color=8B0000]الجوكر والحياه

عادل رجل ذكي, وينظر للامور بعقلانيه, ولكنه يشعر ان في قلبه وعقله حب لوضع الامور في نصابها, خصوصاً عندما يجتمع هو واصدقائه حول طاوله الشدْه (الكونتشينه) ولكن للاسف هو لا يعرف اللعب, وهذا يجعله يجلس وحيدا بعيدا عن كل هذا المرح الذي يلتفهم.

بعد عده شهور سوف يحتفل عادل بميلاده لذا قرر ان يتعلم لعب الورق لتكون مفاجاءته الكبرى للجميع. وبالفعل قام عادل بشراء اوراق لعب جديده وذهب الى المكتبه واستعار كتب تعليم فن اللعب واشترى من ماهيته الضئيله كتب اخرى غير متوفره في المكتبات واستمع الى بعض من اصدقاءه عن طريقه اللعب فراحوا يستهزؤن به. ثم ذهب الى المقهى المجاور واستمع الى نصائح (الدغل) الدغل رجل يقال عنه انه من افضل لاعبي الورق في البلد. ثم انطوى عادل الى غرفته وراح يجمع كل ما لديه من معلومات ويطرحها ويقسم الورق ويضرب كفاً بكف كلما مالت الامور الى مالا يطمح اليه ويعيد الكره مثنى وثلاث ورباع, الى ان تساوت معه الامور جميعاً, وفتح الله عليه سر اللعبه.

عندما رْاته زوجته لاول مره منذ زمن ليس بقصير, صرخت خوفا ظنا منها انه غريب, لطول لحيته وزواغ عينيه من شده التعمق, ولولا انه قال لها انه يوم ميلاده فعرفته, لطلبت له الشرطه واوقعته في مشاكل اسواء بكثير من المشاكل التي صادفها في طريقه لتعلم لعب الورق, ولكن هذا كان في الماضي. خروج عادل من دوامته هو اشاره الى دخوله عالم المحترفين بلعب الورق, ليس هذا فحسب وانما تعلم بعض الحيل الورقيه التي يصعب على الكثير من المحترفين من اصدقاءه معرفتها.

بالفعل تدفقت جموع الاهل والاصدقاءالى بيت عادل ليس فقط لحضور عيد ميلاده وانما لمعرفه المفاجاءه التي توعدهم بها.

كان الجو صاخبا, فالبعض جالس وقسم يحضر الطعام والشراب واطفال يلعبون هنا وهناك...

التف اللاعبون حول الطاوله, واطفاءت زوجه عادل اضواء البيت جميعها الا ضوء غرفه الجلوس الخافت, ووضعت بعض الموسيقى التي اختارها عادل سابقاً, بعدما هدئ الجمع بعد وقت وانصتوا يستمعون الى المفاجاءه الكبرى التى حضرها لهم.

عندما امسك عادل اوراق اللعب, عرف الجميع ان المفاجاءه ليست مسموعه وانما دوره في لعب الورق, فجلس محترفي اللعبه ساخرين من عادل الذي يظن انه بعده شهور سوف يغلب من يكادوا يولدون في المقاهي.

امسك عادل بورق اللعب وراح يفنطه باحتراف المقامر ويوزع الورق على اللاعبين الذين صدموا من احترافه التوزيع, وبداْ الصمت يغلف المكان والاهل والاصدقاء كل يتمنى لعادل النجاح, وانغمر اللاعبين باوراقهم, اما عادل فقد تعلم شيئا مهما من خبرته القصيره بلعب الورق, الا وهي ان ياخذ نظره سريعه الى ورقه ثم يراقب بحذر وجوه وتعبيرات اللاعبين, فتعبيرات الناس ونظراتهم هي نوافذ لما في قلوبهم وايديهم في بعض الاحيان.

في اول خمس وعشرون دقيقه قام عادل بقراءه وجوه الناس, بالطبع لم يستطع عادل قراءه جميع الوجوه فالبعض منهم محترف ومرت عليه مثل هذه الحيل فلن يعطي عادل ما يطمح اليه اما البعض الاخر فلم يستطع عادل ان يقراء وجوههم لانهم بكل بساطه يفكرون كيف يتعاملون مع هذا الموقف او ذاك, وبعض اخر استطاع ان يفهم من خلال نظراتهم ما تحتضن اصابعهم من ورق. بالطبع عادل لم يكن يحلم ان يقراء كل شئ في وجوههم ولكنه كان يطمح الى اخذ بعض العبر والمشاعر ويديرها لصالحه, وهذا ما حصل.

بداءت الايادي تتقاطع فمنها ما يرمي مالا يحتاجه ومنها ما ياخذ مالا يحتاجه الاخرين وهكذا دواليك برقصه غجريه على موسيقى مضطربه في بعض الاحيان وهادئه هدوء ما قبل العاصفه احيانا اخرى...

عادل يعلم تمام العلم ان الجوكر وحده لن يمنحه كاس البطوله, لذا عليه ان يجمع اوراق اخرى لا تقل اهميتها عن الجوكر نفسه, وهو يعلم تمام العلم ان ما يرميه ومتى, يترتب عليه مصير اللعبه, فلا مجال للخطاء, اذا استعجل عادل برمي اي ورقه قد يترتب عليها مصير البطوله المنشوده.
- ما هو افضل اسلوب يجب عليه ان يتبعه؟
تسائل عادل لنفسه مرات عده.
- ان اعطاء الموجودين قطع صغيره كما تعطي العصفور كسر الخبز الواحده تلو الاخرى لاستدراجه الى القن.

لم ينسى عادل ان لما يقوله اهميه لا تقل اهميه عما يفعله, فعندما سال عماهيه الجوكر عرف الجميع انه يستدرجهم الى العلم ان الجوكر بيده, وعندما هددهم تاره بالنزول قبل فوات الاوان او الاطمئنان بان اوراقه لا تلائم بعضها البعض تاره اخرى ما هي الا اساليب دبلوماسيه لجعلهم يتخبطون في قرارتهم ولا يعرفون ماذا يضمر عادل لهم او حتى ما يحمل بين طيات اوراقه, بالطبع عادل رمى الكثير من الاوراق هنا وهناك والبعض ظن انهم عرفوا خطته.

في الساعه والنصف التي تلت, لم يكن الجميع متاكدين بما يضمر لهم, ففاز عادل ببعض الجولات وخسر بعض اخر, ففي بعض الحالات عرف الجميع ما يضمر لهم عادل فوقع بشباك معرفتهم وفي بعض الحالات لم يعرفوا ما يضمر لهم عادل فخسروا, انها خطه, حتى يعطيهم من الارتياح ما يصبون اليه.

الى ان جاء ربع الساعه الاخير, ومعه جاءت اخر دوره في اللعب, انها الدوره الحاسمه الدوره التي بداء بها الجميع يتطلعون الى عادل وما بجعبته من اساليب احتيال وذكاء, فالكل في هذه اللحظه يضمر له العداء, ويتمنى عليه الفشل, فمن هو حتى ياتي من اخر الصفوف ويتصدر الطاوله, اما زوجته وعياله فكانوا يتمنون له النجاح بصمت, امسك عادل وجه ابنه الصغير الذي لا يفارق اباه من دخوله البيت حتى النوم وقبل وجهه المبتسم.
الجميع كانوا على اعصابهم جالسين تكاد ترمي الابره فتسمع دويها, الا عادل لا زال يداعب سعر ابنه الصغير.

بالطبع عدو عدوي صديقي, هذه النظريه هي ما سوف يواجه عادل في دورته الاخيره امام حشد معظمه يتنمى له الفشل, ولكنه بحنكته بالحياه يعلم ذلك تمام المعرفه, وراح يدير ما ظن البعض انه اسلوبه في اللعب راس على عقب, وصمت فزاد ذلك من توتر الموقف, فالصمت احياناً اكثر دوياً من اصوات المدافع واقوى.

وجاءت ساعه الصفر, واعلن عادل ان نهايه اللعبه قد حان, فصمت الجميع حتى الاطفال, نظر الى ولده الحبيب وغمزه فكسرت ضحكه الطفل البريئه صمت اركان البيت, وكان البيت خالي الا منه وابنه. وبداء بترتيب اوراقه على الطاوله بهدوؤ متوتر, وانظار اللاعبين والمشاهدين سويه متسمره تكاد تخترق جمجمته تاره, واوراق اللعب تاره اخرى.

اعتدل عادل في جلسته بهدوء وقد بقيت في يده ورقه واحده, اقترب بوجهه للاسفل نحو ابنه الصغير الذي اراد ان يقبل اباه. فصرخ احد اللاعبين, ان عادل لم ينهي اللعبه, كما صرح من قبل, لانه لا زال يحتفظ بورقه. ابتسم عادل ابتسامه المنتصر بعد ان اقترب الجميع نحو الطاوله مقطوعي الانفاس منتظرين اجابته على احر من الجمر, فاهله لا يريدون له ان يخذلهم والبعض الاخر يتمنى ان لا يحقق ما بداءه, وكاْنه ابطاء حركه الزمن وزاد دوران الكره الارضيه. قذف عادل بورقته الاخيره وطارت والتفت ببطئ مميت في الهواء, ثم سقطت فوق الاوراق, وترنحت قليلاً ثم استتبت بكل فخر فوق الجميع, فصاح الجميع معاً انه الجوكر...ايها اللئيم...فوقف الجميع يصفقون له ويعانقون بعضهم بعضاً ويقبلونه, واحضرت زوجته هدايا عيد ميلاده, وراح عادل يفتحها الواحده تلو الاخرى بكل سرور وفخر, وراحت مخيلته ابعد من غرفه الجلوس, وابعد من البيت وابعد ممن حوله, ابعد بكثير من المدينه والدوله وحتى القرن الحادي والعشرين كله, راحت مخيلته الى مالا نهايه. وجلس بعد ان انصرف الجميع ورفع كاس من الشاي واخذ من رشفه دوى صداها اركان البيت الهادئ.

وراح يكتب قصه اخرى اقرب الى نفسه من نفسه, وراحت اصابعه بمهاره ابرع من ذي قبل باعاده كتابه التاريخ مره اخرى ووضع الامور في نصابها, بقصه فيلم تاريخي جديد. وبداء بتفنيط اوراقه من جديد, بعد ان قبْل جبين مستقبله الصغير, ابنه القابع على ركبتيه مطمئناناً انه ولد في زمن مملؤ برجال كاْبيه الذي يحرسه, وضعه في سريره ثم قام وصلى لله شكراً, ان منحه القدره على تخطي الصعاب, والادراك ليتعلم اي شئ يود ان يتعلمه, وانهى دعاءه بالشكر والثناء على اله ليس كمثله اله.[/color]















عرض البوم صور alirtemat   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL