الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الخواطر الأدبية و النثر خاص بخواطركم الادبية و بوحكم

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-07, 11:29 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 573
المشاركات: 98 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 235
نقاط التقييم: 10
alirtemat is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
alirtemat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الخواطر الأدبية و النثر
Smile من اجل عيون حنين

[size=3]

الملاك الصغير

سرعه القطار لم تسمح لي برؤيه المساحات كما اود ان اراها, صحيح اني ارى الصحاري الشاسعه, والارض الخضراء تمتد مساحاتها كبساط كبير, وكان الارض تبسط لي ردائها ترحيباً, ووجوه غريبه تمر من امام بوابتي, فمنها من يبتسم ومنها من يمر بدون ابتسام, ومنها من يعكس اعجابه بمظهري, وصوت القطار اللامنتهي منذ انطلق لا زال يحاكي المسافات, ولكنه لا يزعجني, وشركائي في هذه الرحله التي اتت من غير هدف وذاهبه الى هدف لا اعرفه بعد, كلهم ينظرون من خلال النافذه نحو البعيد, كل يرى ما يود ان يراه, ولكنهم جميعا يرون الافق, الافق البعيد, الامل, الامل الذي يتطلعون اليه, وتبادر الى ذهني سؤال. ترى بماذا يفكر هذا العجوز؟ اهل يعقل انه يتطلع الى ما اتطلع اليه؟ فانا ماضيه ومستقبله, انا من كان بالامس, شباب وحيويه وامال وطموح, وانا ايضا مستقبله, مستقبله الذي مضى عليه زمن بعيد, فهل يا ترى قد وصل هذا العجوز الى ما كان يرنوا اليه؟ اهي امراءه؟ حبيبه؟ مهنه؟ شهاده؟ مالاً؟ سعاده؟ فخطوط وجهه العميقه, المترسخه, البنيه, التي اكل عليها الدهر وشرب, لا تمنحني اي انطباع, ايه نتيجه, افي صدره الدقيق هذا, يا ترى يقبع الجواب؟ ام انه بعد لم يصل الى الجواب, متى يا ترى يصل الى الجواب؟ ذلك السؤال الذي حيره, بالطبع هو سؤال واحد, قد تتعدد عليه الاسئله, وهذا ما يطلقون عليه اسماء كثيره, امال, طموحات, شباب, مراهقه, ولكني اظنه الان يعلم انه سؤال واحد, فالسنين علمته ان لا هناك الا سؤال واحد. ترى هل اجابته رحلته الطويله, ام انه يتمنى ان تجيبه هذه الرحله, ام يا ترى انه ذاهب لملاقات احفاد اجابته, ام انه ذاهب لوداع تلك الاجابه, لا اريد ان ادخل بعيداً في ذهن هذا الرجل, لان تساؤلاتي قد تكون اقل لو انه كان اقل عمراً, كتلك الشابه الجميله التي تجلس الى جانبه, ما فتئت تسترق النظر الي, ولكني لا اعبئ بهذه النظرات الخلابه, وحتى طيف الابتسامه التي ما فتئت تحذفها اليْ كخرزات عقد جميل ملونه, اتراها تريد ان تضيع هذا الوقت الذي لم يعطي بعد اي انطباع بانتهائه؟ ام انها تريد ان تملئ جعبتها بذكريات جميله تحتفظ بها بعدما تصل الى محطتها القادمه. لتخرجها كلما اسدل الوقت رداء رتابته على حياتها, فتخرج صورتي من بين الصور, وتتاملها وتتذكر؟ تتذكر ماذا؟ ام انها فعلاً تريد ان تربط مصير هذه الرحله التي لا تعرف بعد لها هدفاً او مصير, بمصيري؟ اتريدها تريد ان تصبح ذلك القدر الذي اطمح اليه, ولكن ما هو الشئ او العلامه التي دفعتها حتى تظن ان رحلتي هذه لامراءه؟ فرحلتي ليست لامراءه, رحلتي هذه ليست لي, ليست لنفسي ولا لابنائي, رحلتي للاجيال القادمه, لاحفادي, للانسانيه, يكفيني ان اتمتع بهذه الرحله, ان ارى المسافات, ان استرق ابتسامتها, ان ارى خيال الرجل العجوز, ولمسه هذا الطفل الذي وكانه بكل لمسه من جسدي يزداد حباً ودفئ, اظنها ابتسامتي له, رداً على ابتسامته الجميله البريئه, الطاهره, هي ما اعطتني واياها هذا الانطباع, وامه التي حاولت جاهده ان تمنعه من لمسي, ثم يئست بعد حين, وارتاحت عندما لاحظت انني استمتع بلمساته الهادئه اللطيفه, فانا ايضاً استمد منه حناناً, استمد منه الطهاره, استمد منه رائحه الطفوله البريئه, ولا اظنه يمانع, فا هو ينثرها حولي كازهار ملونه حلوه المنظر, عذبه الرائحه, آخاذه الهيكل. فلمساته كثرت ومعها ازداد ارتياحي, ووصلت الى ذروه السعاده, ثم تفكرت قليلاً, لابد ان يكون للمساته المتتابعه هدف, ولكن اي هدف يحمله قلب هذا الرضيع؟ حشرجات ضحكاته الصغيره تملئ الحافله, تغطي اغاته على صوت القطار الممله, لا بد ان يكون لدويها الجميل, والا فلم بات الجميع ينظرون الي؟ نظرات تسائل, وكان لمساته تزداد بازدياد احساسه اقترابي من معناها, وكان هذا الطفل البرئ بلمساته يريدني ان افكر ابعد من تلك اللمسات, لا ليس ابعد من الافق البعيد ولكن هنا, في هذه الحافله, فوجدتها بعد جهد جهيد, يريد هذا الطفل مني ان اجمع كل شئ في هذه الحافله معاً, يريدني ان ارى الحافله كما يراها هو, فريت السعاده, انه على حق, هذه هي السعاده, فهذا مستقبلي المتكتم على سره, ولا زال يتطلع نحو الافق, يجلس امامي, فلم يهمس العجوز بكلمه, ولم يكشف اي شعور, وها هي المراءه, التي ما برحت تمطرني بابتساماتها الملونه الالوان الطيف الشمسي, وها هي الام تاتمنني على مشاعر طفلها, وها هو اصغر مخلوق في هذه الحافله يعلمني درساً في الحياه, يعلمني ان الحياه هي السعاده. ويالها من سعاده, وبدات افنطها, واقلبها واستمتع بلحظاتها, ثم تذكرت بعد وقت ليس بقصير, توقفت لحظه, ونظرت الى يميني لاشكر هذا الملاك الصغيرعلى درسه الرائع وبساطته وبعد نظره, فوجدته نائم, نعم نائم, علمني اهم درس في الحياه ونام, بنفس البساطه, بكل بساطه, نام. مثل الملاك نام, بتلك العيون النصف مغلقه نام, نعم نام وكانه ملاك, ام تراه ملاك؟ وما ان اجتاحني طيف فكره انه ملاك, الا ان رايت على شفتيه الصغيرتين البريئتين طيف ابتسامه, وكانه يؤكد فكرتي, ورحت اتامل وجه هذا الملاك الصغير وعيوني تملئها الدموع, دموع الفرح, وبحركه اظنها فقصوده امسك بكتفي ثم ادار وجهه بعيداً اظنه لا يريد ان افضح سره...واستعدت كلماته التي لم ينطق منها بكلمه في مخيلتي... يا له من كون جميل, فقررت ان اتوقف قليلاً عندما توقف القطار, توقفت قليلاً امام الحديقه, لاشتم الورود قليلاً, ورحت اتامل السماء, والوجوه حولي, وشكرت الله, الاله الذي بحق يستحق ان يعبد. فالشكر لك يا الله على هذه الهديه الجميله التي نطلق عليها اسم حياه.[/size]















عرض البوم صور alirtemat   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL