استشعار المواطن لواجباته في هذه المرحلة أكبر دعم لأبطال يضحون بأرواحهم على الحدود
حرب «النفس الطويل».. النصر قادم
ا
لنصر قادم ولكن المعركة لم تنته
الرياض، تحقيق-أسمهان الغامدي
تواجه المنطقة ككل والمملكة على وجه الخصوص ظروفا استثنائية غير مسبوقة في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة قبل وبعد انطلاقة عاصفة الحزم لإعادة الشرعية لليمن إضافة إلى حجم الاستهداف اليومي الذي يتصدى له جنودنا البواسل على الحدود بكل شجاعة مقدمين أرواحهم فداء للدين والوطن ودفاعا عن مقدرات البلد ومواطنيه، فمن الشمال نواجه تهديدات داعش وفي الجنوب ميليشيات الحوثي وصالح على الحدود ومن الشرق الاستهداف الفارسي للخليج العربي وبالداخل تنظيم القاعدة وداعش.
وأمام هذه الحالة والظروف الدقيقة التي نمر بها وتقوم فيها قواتنا العسكرية والأمنية وأجهزة الدولة الأخرى بواجباتها بكل بسالة، يتحتم على المواطن أن يشكل بوعيه جبهة داخلية قوية لحماية مقدرات الدولة ودعم الجنود البواسل على الحدود ممن قدموا أرواحهم فداء للوطن ولأمن المواطن والعالم بشكل عام.
ففي كل يوم نسمع عن استشهاد جندي أو ضابط أو إصابة أحد من جنودنا الابطال نتيجة مقذوفات عسكرية اومواجهة على الحدود من قبل عدو موجه من ايران التي زرعت بداخل الحوثي أن من يقتل على حدود المملكة مصيره الجنة، حتى حولتهم الى انتحاريين يقفون على الشريط الحدودي غير آبهين بأرواحهم كأدوات تنفذ مخططات العدو.
ويجد المتابع للشأن المحلي أن البعض تفاعل مع الحرب في بدايتها ثم خف مستوى تحليه بالصبر السياسي المطلوب اما نتيجه عدم متابعته الدقيقة لحقيقة مايجري على ارض الواقع وعلى مدار ال 24 ساعة، أو لجهله بمفاهيم وخفايا الحروب التي لابد وأن يكون فيها ضحايا واصابات مهما كانت حجم القوة التي لدى اي طرف كما انها ليست محددة بوقت معين فقد تطول على حسب ظروفها وماحققته من نتائج على ارض الواقع، وهو مايجب ان يدركه كل مواطن ومتابع .
الشهيد اللواء عبدالرحمن الشهراني قائد اللواء الثامن عشر بجازان كان مثالا لهؤلاء الجنود والضباط الذين وقفوا في أول الصفوف مقبلين غير مدبرين لتفقد القوات في مهمة مواجهة عصابات المرتزقة الحوثية وميليشياتهما المدعومة بشتى الأسلحة ومخازن العتاد، وقبله قدم عدد من زملائه من ضباط وأفراد أرواحهم فداء للدين والوطن، في معركة متوقع فيها كل شيء.
احساس المواطن بالأمن والأمان مطلب حقيقي وقد نجحت قواتنا الأمنية والعسكرية في طمأنة المواطن وعدم إشعاره بوجود حرب تخوضها قوات بلاده ضد العدو على الحدود، إلا أن ذلك لايعني عدم وجود وعي لدى المواطن بأننا لانزال في حالة حرب ومواجهه مع العدو مما يستلزم تكوين جبهة داخلية قوية وتوحيد الصفوف لدعم هؤلاء الجنود الذين تركوا أهاليهم وأبنائهم لأجل هذه المهمة النبيلة والمشرفة.
"الرياض" تناقش مع مختصين استراتيجيين وأمنيين سبل رفع الوعي بالحرب والإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن وعدم تضخيم الأمور أو التأويل الخاطئ لها وإدراك أنه لاتوجد حرب عسكرية دون وجود خسائر مادية وبشرية حتى يكتب الله النصر على الاعداء، وعدم تجاهل أن كل فريق يملك قوات بشرية وعسكرية لمواجهة الفريق الآخر ولديه خبراء يخططون وآخرون ينفذون، وأن الحرب بدايتها قرار سياسي وعسكري ولكن نهايتها انتصار بخطة زمنية مفتوحة تحددها الأوضاع العسكرية على الأرض مخلفة الكثير من الخسائر.
مرحلة حرجة
بداية يرى الخبير العسكري والاستراتيجي ابراهيم آل مرعي أن المملكة لم تمر بمرحلة حرجة منذ توحيدها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز مثل ما تمر به الآن هذا الوقت، فهناك حرب قائمة على الحد الجنوبي لنصرة الشعب المكلوم لعودة الشرعية اليمنية ولإيقاف المد الفارسي وفي ذات التوقيت هناك استهداف للمملكة من قبل التنظيمات الارهابية وعلى رأسها داعش ولذلك نحن في حرب شرسة مع التنظيمات الإرهابية وميليشيات الحوثي والمخلوع وتنظيم القاعدة في اليمن المدعومة جميعا من قبل طهران، ولا يمكن على الإطلاق للمواطن أن يبقى في منأى عن هذه الأحداث.
وقال آل مرعي: المواطن السعودي واع ويدرك هذه التحديات ولكن يجب أن يكون لديه النفس الطويل والصبر الإستراتيجي، وألا يكون هناك ضغط على القوات العسكرية وقوات التحالف لإنجاز وتحقيق نصر جديد، كما أن العاصفة وإعادة الأمل والسهم الذهبي تمر وفق خطط وجدول زمني لها محددات انسانية متمثلة في عدم المساس بالمواطن اليمني والسعودي والبنية التحتية وعدم الزج بقواتنا بمعارك خاسرة على الحدود ولذلك المواطن السعودي يجب أن يقف صفا مع قيادته وأن يعي دوره وألا يوكل الأمر ولا يعتقد أن مسؤولية الدفاع عن المملكة هي مسؤولية القوات المسلحة أو الأجهزة الأمنية على الإطلاق، فالمواطن هو رجل الأمن الأول ور