طقطقة الانتخابات باردة ؟!

على غير العادة اختار السعوديون الهدوء ولربما هو التجاهل أو عدم الاهتمام لما قد بدأ منذ أيام وهو انطلاق الدورة الثالثة للانتخابات البلدية، ومع أن المحيط الخارجي قد كان متأهباً لمعرفة ما يمكن أن ينتج عنه مخاض هذه التجربة بوصفها الأولى للمرأة السعودية كناخبة أو مرشحة الا أنها قد فاجأت من كان متحمسا لها بوصفها الأبرد والأقل تحريكا للألسن والأنامل والاذهان في مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالرغم من البعد الثقافي لهذه التجربة الا انها حرمت الاهتمام والابداع ولو على سبيل المشاركة أو (الطقطقة والتنكيت) أمور أخرى أقل شأنا منها حققت اهتماما وتفاعلا أكبر. فما هو السبب؟
لماذا فقد السعوديون والسعوديات حماسهم لهذه التجربة بالتحديد؟ هل كان التوقيت خاطئا؟ ام ان المجتمع مشتغل بشيء آخر؟!
هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة أم أنه الهدوء الذي يعقب موت التجربة؟
لعل للدورتين السابقتين دورا في قتل الاهتمام والوعي به، لكن المدهش حقا هو عدم الاهتمام بمشاركة المرأة لأول مرة وهذا ليس من عوائدنا كمجتمع فقد اعتدنا الهجوم والهجوم المضاد، والجدال وتبادل المخاوف والتهم.
هذه المرة المجتمع كان أكثر تعقلا وهدوءاً حيال هذه التجربة الجديدة!
ومهما كانت محدودة الأثر كما يراها البعض فستظل منحى جديدا وخطوة للأمام مهما استصغرها المجتمع.
هل هو نضج في المجتمع بعد أن رأى تجارب سابقة في دول الخليج المحيطة بنا والشبيهة بتركيبتنا الاجتماعية؟ ربما هو كذلك.
ولعل القادم أفضل بإذن الله. لكنها شهادة حق ويجب أن تسجل بأن السعوديين متى ما أرادوا أن يكبروا رؤوسهم بالمعنى المجازي والشائع للكلمة كان لهم ذلك وقد حققوه بنجاح.
ولتذهب من شاءت لتنتخب او تُنتخب فلا هي بالتي أتت ولا هي بالتي ستذهب والحقيقة الكامنة لها دوما شهود ولربما شخوص.
وما دام الحق مكفولا لها فليس عليها سوى ان تجرب وتترك نهاية التجربة للاخرين والأخريات فقد تكون تلك تجربة ما بعدها تجربة، وقد تكون نهاية لما ظنه البعض بداية!

د/ شروق الفوزان
جريدة الرياض