الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-16, 11:31 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الشبكة
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 1
المشاركات: 6,189 [+]
بمعدل : 0.90 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 50
نقاط التقييم: 100
الفارس will become famous soon enough الفارس will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الفارس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي سعودي في ضيافة هندي

في مطعم أوربي راقٍ عتب رئيس الخدم على أسرة سعودية حجزت مائدة أكل على عددها، وعلى القرب منهم خادمتان جلستا على طاولة أكل متواضعة بمقعدين فقط. وبما أن الموضوع ليس فيه ما يخالف القانون، إلا أنه يُخالف العرف في تلك البلاد لأن خدم المنازل عندهم لا يختلفون في المساواة مع أهل المنزل، والعلاقة متمكنة وهذه المدرسة تُسهّل على الطرفين الأعمال.

وقرأتُ عن هندي كان يعمل عند سعودي مدة طويلة، ونشأت بينهم ثقة وعلاقة طيبتان، وحافظ الاثنان على تلك العلاقة المميزة حتى بعد أن ترك الهندي العمل وغادر إلى بلاده برغبته.

وفي إحدى زيارات الكفيل للهند قرر الاتصال بمكفوله القديم لزيارته والسؤال عن حاله، فأصرّ الهندي على دعوة كفيله السابق إلى غداء فأجابه الكفيل شاكراً. ودعا الهندي جيراناً وأقارب. وعند تقديم الوجبة طلب الهندي من الحضور الدخول إلى غرفة الأكل لتناول الغداء وترك مكفوله لحين انتهاء الضيوف من تناول الطعام. بعدها قال لكفيله السابق، تفضّل، الغداء جاهز!

تعجّب المدعو من تصرّف كهذا وسأل مكفوله عن السبب فقال الهندي: ياعمي.. أنا خدمتك سنين، ولا أذكر أنني تناولت لقمة معك (وأنتم تقولون لمن تحبون: بيننا عيش وملح! وأريدك الآن أن ترى أنه لا فرق بين الناس في العيش والملح، ولا فضل لمخدوم على خادم في هذه الأحوال.

وأهلنا في الحجاز كانوا ملتزمين بتلك العادة قديماً، حينما كانوا يوظفون صبياناً. أي أن الجميع يجلسون على (السماط)- وشاهدتُ هذا بنفسى عندما كنتُ في الثانوية بجدة، ويحدث أن نتناول الوجبات في بيوت زملاء من جدة أو مكة.

وقال العقاد في كتابه عبقرية عثمان: إن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى الخدم وقوفاً لا يأكلون مع سادتهم في مكة غضب وقال لسادتهم مؤنّباً: ما لقوم يستأثرون على خدامهم؟ ثم دعا بالخدام فأكلوا مع السادة في جفان واحدة.

والغالبية في مجتمعنا المعاصر للأسف يعتبر الخدم صنفاً من الناس يحسبه البعض نوعاً آخر من المخلوقات، يتلوى ألماً بين أبخرة الطهو ودخان ماء الغسيل، وغبار تنظيف البيت والعمل الشاق المتواصل في المزرعة أو المتجر، أو الإستراحة أو المخيم أو غير ذلك من الأعمال الشاقة، ليس لهم ثقل اجتماعى، ولا حق إنساني، ولا حتى الإحساس بوجودهم ولا مجرد الشكوى من متاعب العمل ومذلة السخرة وامتهان المشاعر، إنما هم مظهر من مظاهر الوجاهة الاجتماعية لكل سيد استعبد أكبر عدد منهم أو رئيس جعلهم تحت يده.

عبد العزيز المحمد الذكير
جريدة الرياض















عرض البوم صور الفارس   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL