بسم الله الرحمن الرحيم
 
معركة الحق والباطل أزلية ، ولحكمة بالغة :
 
والآن سبحان الله ! الأحداث الأخيرة انقسم العالم بسببها قسمين ، كان سابقاً الأبيض هو الحق ،
 
 أبيض ناصع ، و أسود داكن هو الباطل ، ومساحة كبيرة جداً بين الأبيض والأسود لون رمادي ،
 
 سبحان الله ! الآن التطورات الأخيرة أفرزت لونين فقط ، أبيض أو أسود ، مؤمن وغير مؤمن ، ولي وإباحي ،
 
 منصف وظالم ، شهواني ورحماني ، هذا واقع العالم اليوم ، قوى الشر ، وقوى الخير ، قوى إنسانية ،
 
 وقوى عنصرية ، هذا الوضع المؤلم المأساوي الله عز وجل رب العالمين ، يشجعنا أن نصبر ،
 
 يخبرنا أن هذا شأن الإنسان حينما يبتعد عن الله ، فلا تقلق .
إذا كان طبيب جِلدية ، وجاءك مريضٌ معه مرض جلدي مخيف ، جلده كله قروح ، 
 
هل تحقد عليه ؟ أنت طبيب ، وهذا مريض .
المؤمن الراقي لا يحقد ، لكن يعالِج ، من هنا جاءت بعض القصص لتخفف عن المؤمنين ، 
 
وعن أنبياء الله ، وعن رسله ما يعانونه من صراع بين الحق والباطل .
 
 
تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا
 
 
قال تعالى : 
﴿ تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا ﴾
 
 قصص الأنبياء تخفيف عن النبي والمسلمين جميعا :
 
 
هذه القصص تخفف عنك يا محمد ، لست وحدك المكذَّب ،
 
 لست وحدك المعارَض ، لست وحدك من يأتمر عليه 
 
الأنبياء السابقون ، المؤمنون السابقون ائتمروا عليهم ، فاعتقد اعتقاداً جازماً أن معركة الحق والباطل
 
 معركة أزلية أبدية وهذا قدَرُه ، ولحكمة بالغةٍ عرفها مَن عرفها ، وجهلها مَن جهلها نحن نعيش معركة الحق والباطل .
أنا أقول دائماً : هناك حرب عالمية ثالثة معلنة على المسلمين في القارات الخمس ، جهاراً ونهاراً ،
 
 وفي أعماق هؤلاء الأقوياء شعور أنه إذا أبيد المسلمون إبادة كاملة فهذا منتهى آمالهم ، نحن نخاف من الله ،
 
 نحن لا نعتقد أن القوة تصنع الحق ، هم يعتقدون أنك قوي ، إذاً : أنت على حق .
عندهم مثل شائع جداً : " القوة تصنع الحق " ، أما عند أهل الإيمان فالحق يصنع القوة ، وهما حقيقتان
 
 متعاكستان ، ليست القوة هي التي تصنع الحق ، ولكن الحق يصنع القوة ، أنت قوي عند الله ، لأنك على
 
 حق ، أما الطرف الآخر فهو قوي ، لأنه يملك سلاحاً نووياً .