إذا خَافَكَ القوْمُ اللِّئامُ وَجَدْتّهُمْ ١
سراعاً إلى ما تشتهي وتريدُ
وإن أمنوا شرَّ امرىء ٍ نصبوا لهُ ٢
عداواتهم إمّا رأوهُ يحيدُ
فداوِهِمْ بالشَّرِّ حتّى تُذِلَّهُمْ ٣
وأنت إذا ما رمتَ ذاك حميدُ
و هُمْ إنْ أصابوا مِنْكَ في ذاك غَفْلَة ً ٤
أتاك وعيدٌ منهمُ ووعيدُ
فلا تخشهمْ واخشنْ عليهم فإنَّهمْ ٥
إذا أمنوا منك الصِّيال أسودُ
الشرح :
١ _ يريد أن القوم اللئام لا يذعنون إلا عند الخوف .
٢ _ يريد ان القوم اللئام اذا احسو الامن اظهروا العداوة .
٣ _ يقول : إن دواء اللئام الشر القادر على اذلالهم وإخضاعه والشر معهم امر يحمد .
٤ _ يقول : ان اللئام يتحينون الفرص وينقضون عند الغفلة ويهددون ويتوعدون ولذلك يجب التيقظ الدائم معهم .
٥ _ يقول : يجب أن يعامل اللئام بقسوة ، لانهم إن امنوا البطش فتكوا .
_ ابيات في مدح الكرم ، مقتطفة من قصيدة خيال ام معبد .
يَرى البُخلَ لا يُبقي عَلى المَرءِ
مالَهُ
وَيَعلَمُ أَنَّ البُخلَ غَيرُ مُخَلَّدِ
كَسوبٌ وَمِتلافٌ إِذا ما سَأَلتَهُ
تَهَلَّلَ وَاِهتَزَّ اِهتِزازَ المُهَنَّدِ
مَتى تَأتِهِ تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ
تَجِد خَيرَ نارٍ عِندَها خَيرُ موقِدِ
وَذاكَ اِمرُؤٌ إِن يُعطِكَ اليَومَ نائِلاً
بِكَفَّيهِ لا يَمنَعكَ مِن نائِلِ الغَدِ
وَأَنتَ اِمرُؤٌ مَن تَرمِ تَهدِم صَفاتُهُ
وَيَرمي فَلا يَهدِم صَفاتَكَ مُرتَدِ
سَواءٌ عَلَيهِ أَيَّ حينٍ أَتَيتَهُ
أَفي يَومِ نَحسٍ كانَ أَو يَومِ أَسعُدِ
هُوَ الواهِبُ الكومَ الصَفايا لِجارِهِ
يَروحُ بِها العِبدانُ في عازِبٍ نَدي
الشرح :
١ _ يقال : بخُلَ ،بَخَل . شُحّ ، شَحّ.
٢ _ مِتلافٌ : اي يتلف ما عنده . ينفقه ولا يدخره . تهلل : اشرق وجهه للسرور بالعطية .
وأهتز : ارتاح . يقال : إن الكريم إذا هُزَّ اهتز ، واللئيم اذا هُزَّ ارتز . وقال يهتز كما يهتز السيف ، هذا مثل .
٣ _ تَعشو : اي تجيئ على غير بصر ثابت فيهتدي بناره . يقال : عشى يعشو ، اذا استدل ببصر ضعيف . لما أنشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحطيئة هذا البيت ، قال : تلك نار موسى .
٥ _ وتَهدِم صَفاتُهُ : أي تهدم بنيانه . والمرتدي : مهاجم يحمل سلاحه . والمُهلِك والصفا : الحجارة
٦ _ انك في اي يوم اتيته سوف تنال خيراته لأن ايامه كلها مواتية .
٧ _ ويروى العِبدانٌ جمع عبيد . والعازِبٍ : نبت عزب عن الرؤوس فلم يرع فهو اتم له . يقال : مال عازب وعزيب ، اذا كان لا يروح إلى أهله . الكوم : العظام الاسمنة . والصفايا : الغِزَارٌ .
مصدر الشرح / ديوان الحطيئة ، برواية وشرح ابن السكيت ١٨٦ _ ٢٤٦ هجري . دراسة وتبويب الدكتور / محمد مفيد ، والشرح تم تلخيصه ، انتهى .
الحطيئة : هو جرول بن اوس بن مالك العبسي ، شاعر مخضرم ادرك الجاهلية واسلم في زمن الصحابي الجليل ابو بكر الصديق رضي الله عنه .
( خاص شبكة الحويطات ) .