لا تقل أنك لا تحتاج للدفء النسائيِّ،
ومشغولٌ بآلاف القضايا
إن تحت الجلد - في قلبك - أنثى،
وتراتيل صبايا
تدخل الأنثى بعينيك، وفي نبضك، في صوتك
في كل الخلايا..
هل ترى أنك تتقنُ فنَّ الرسم من دون امرأة؟
أو ترى أنك تعبُرُ نهر السين من دون امرأة؟
إنها موجودةٌ في أول الحرب،
وفي صدر التواريخ، وفي الورد
وفي الثلج، ونار المدفأة!!
إنها في الحلم والذكرى، وفي الضوء
وفي بوح المرايا
إننا من دونها قافلة تُفرز آلاف الخطايا
@@@
قد ترى نفسك في ذروة أمجادك لكن
طعم هذا المجد مرٌ دون أنثى
أو ترى نفسك في الهمِّ، فلا يصرف هذا الهمَّ
إلا صوت أنثى
كل شيء قاحل من دونها
يمتدُّ أبعاد فيافي!!
إنه لا نكهة للشعر، ولا رائحة للعطر،
لا جدوى من العمر بغير امرأة
تسكنها كل القوافي
يا صديقي، لا تحاول قمع إحساسك
بالركض إلى نهر الخُواء
حينما تلبس قمصانك، تجتاحك
صورة آلاف النساء
وإذا حدّقت في نافذة ما،
تخيَّلت نساء خلف تلك النافذة
ولئن شاهدت غيماً
رحت تعزو أن في داخل هذا الغيم
أُنثى دافئة
أينما سافرت في أعماق أعماقك عيناها
وفي شريانك الأبهر ترتجّ خطاها
إنها الأنثى التي تحتلُّنا من غير حرب
إنها تسكن في أعصابنا،
تنبتُ - في أحداقنا - في زيِّ عُشب
إنها في أول درب العُمر والحب،
وفي آخر درب..
الشاعر / احمد السوسي