بدا شباب سعوديون مفرج عنهم في قضايا ترتبط بملف الإرهاب ويخضعون حالياً لدورة تأهيلية في استراحة شمالي الرياض، في حالة معنوية مرتفعة، يتبادلون النكات ويعانقون بعضهم بعضاً ويستمعون إلى دروس تعينهم على الاستعداد للانخراط في المجتمع. وظهرت ملامح هؤلاء وأنشطتهم داخل الاستراحة التابعة لوزارة الداخلية عبر صور وزعتها وكالة الأنباء الفرنسية، التقطت مطلع الأسبوع لمجموعة تقدر بنحو 35مواطناً، يتلقون تأهيلاً دينياً وثقافياً ونفسياً ينتظر أن يؤهلهم للعودة عن بعض الأفكار المتطرفة، والقدرة على العودة إلى مجتمعهم المسالم. وكان الشباب في سجون توزعت بين المملكة والعراق إضافة إلى المعتقل الأمريكي في غوانتانامو، وهم جزء من مجموعة أكبر نجح بعض أفرادها في إثبات توبتهم وأهليتهم ليفرج عنهم خلال السنوات الثلاث الماضية. وإضافة إلى الدروس الدينية والأنشطة الرياضية، يمارس أفراد المجموعة أنشطة فنية داخل استراحتهم، مثل الرسم على الجدران.
أقول لهؤلاء الشباب، ونيابة عن كل أبناء وبنات هذا المجتمع:
- لا تظنوا لوهلة أننا لسنا معكم، بل أنتم في سويداء قلوبنا. صحيح أنكم أخطأتم أو أن أحداً استغل قلوبكم المنيرة بحب الله، فوجّهكم الوجهة الخطأ، لكننا لن نكون أقسى من الظرف الذي عشتموه. سنعيش معكم في استراحتكم بأفئدتنا إلى أن تخطو أقدامكم إلى الحق مرة أخرى، إلى السلام والطمأنينة مرة أخرى، إلى الوسطية مرة أخرى، إلى أحضان آبائكم وأمهاتكم وزوجاتكم وأبنائكم وإخوانكم وحنانكم وعطفكم وقاماتكم الشامخة بوطنكم الذي شرفّه الله بالحرمين الشريفين.
إننا معكم وفي انتظاركم.
بقلم / سعد الدوسري
جريدة الرياض