الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-08, 09:03 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الآمــــيــــن الـــــعـــــامــ
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الشهاب

 

البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 90
المشاركات: 14,605 [+]
بمعدل : 2.13 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 50
نقاط التقييم: 1820
الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الشهاب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
Exclamation تعبيرات عاشت .. لعمالقة غابت

ترى هل سأل أحدنا نفسه ذات يوم .. ما معنى أن يقال عليه "عربي"
وهل يا ترى يكفى المولد ومكانه .. لاكتساب صفة العروبة ؟
وهل سأل أحدنا نفسه ــ وللصراحة نصيب من سؤاله ــ عندما يطالع التاريخ الاسلامى بكل أبطاله .. هل ننتمى حقا وصدقا الى هؤلاء الأبطال ؟

حسنا ما رأيكم لو طالعتم هذه التعبيرات العربية التى قالها رجال مضى زمانهم بأهله فى مواقف أقل ما يقال عنها أنها شرف للانسانية كلها .. وبعد مطالعتها .. فليسأل كل منا نفسه السؤال السابق ..
هل نحن منهم حقا ؟

التعبير الأول " انما كان هلاك الذين من قبلكم .. أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف .. تركوه .. واذا سرق فيهم الضعيف .. أقاموا عليه الحد "

القائل .. رسول الله صلى الله عليه مسلم ..

الموقف .. عندما جاء الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضى الله عنهما الى رسول الله ص متشفعا لامرأة من أشراف بنى مخزوم .. سرقت ما يوجب تطبيق الحد .. وكان أسامة رضى الله عنه يأمل استثناءها من هذا الحد مراعاة لشرف قومها .. فماذا كان رد الرسول ص
هب غاضبا .. وهتف بأسامة بن زيد قائلا فى استنكار شديد لطلبه " أتشفع فى حد من حدود الله يا أسامة .. انما كان هلاك الذين من قبلكم أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه .. واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد .. ووالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها "
صدق رسول الانسانية صلى الله عليه وسلم

ما رأيكم .. أظن أن دلالة الموقف واضحة فقط تخيلوا نفس الحادثة تمت فى وقتنا هذا
والآن الى تعبير آخر

التعبير الثانى .. " والله لو منعونى عقالا مانوا يؤدونه لرسول الله ص .. لقاتلتهم عليه "

القائل الصديق أبي بكر رضى الله عنه

الموقف .. " عندما اشتعلت الأرض من حول المسلمين نارا .. فى بداية خلافة الصديق .. وتكاثر المتمردون فى شتى أقطار الجزيرة بين رافضين لأداء الزكاة .. وبين مرتدين ..
وخشى الصحابة الكبار رد فعل الموقف على دعوة الاسلام التى كانت تواجه أخطر أزماتها .. فرأى أكثرهم عدم التعجل بملاقاة المتمردين بالسلاح ومهادنتهم بالحوار .. وجاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه .. وهو القوى الشديد يطلب الى أبى بكر وهوالرحيم الرفيق أن يتريث ولا يتعجل الحرب .. فقام الصديق الى عمر .. وهو فى فورة غضبه قائلا " أجبارا فى الجاهلية .. خوارا فى الاسلام .. "
كانت الكلمات شديدة القسوة .. فتقبلها عمر رضى الله عنه مدهوشا .. وصامتا ..
ثم قال " ألم يبلغنا الرسول يا أبا بكر .. أنه أمر أن يقاتل الناس حتى يشهدوا ألا اله الا الله .. فان شهدوا فقد عصموا دماءهم وأموالهم .."
فرد أبو بكر "ألم يقل أيضا الا بحقها يا عمر .. والزكاة حقها .. "
ثم تابع فى صلابة وحزم " والله لو منعونى عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله ص لقاتلتهم عليه "
وكان أن اقتنع الصحابة .. بما أفتى به الصديق
وكانوا جميعا خلفه حتى أدى الرسالة التى انتخبه القدر لاتمامها .. وماتت الفتنة



__________________


التعبير الثالث " منذ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا "

القائل .. الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه

الموقف .. هذا الموقف أشهر من أن يروي .. وذلك التعبير رسخ فى الوجدان الانسانى كله عندما أنصف عمر بن الخطاب مصريا عاديا من عامة الشعب تعرض للظلم من بن عمرو بن العاص رضى الله عنه .. وهو والى مصر وقتها وعبقري الفتوحات وشريف قريش .. كل هذا ولم يتردد عمر لحظة وهو يرد حق المصري ويصر على أن يجلد هذا الأخير من جلده .. وعلى مشهد من عمرو والصحابة الجلوس فى مجلس الخليفة
وبعد أن أخذ المصرى حقه .. هتف به عمر رضى الله عنه .. " أجعلها ( يقصد الدرة الشهيرة ) على صلعة عمرو " فرفض المصرى قائلا " لا يأ أمير المؤمنين .. قد أخذت ثأري وشفيت نفسي وضربت من ضربنى " فرد عمر قائلا فى حزم " والله لو أردت فعلها ما منعك أحد "
ثم التفت الى عمرو بن العاص وقال قولته المأثورة " منذ متى استعبدتم الناس .. وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا "
قالها الفاروق رافضا حدثا عاديا جدا بمقاييس أيامنا هذى .. وعل كل هذه الأفاعيل ردا على ظلم لا يذكر

اذا ما قارناه فى بساطة بما حدث ويحدث كل ساعة على مرأى ومسمع من ............
لا داعى للتعليق .. فقط اقرأوا .. ولوموا أنفسكم قبل أن تتحسروا على الماضى


التعبير الرابع" لو رأيتم فى كتاب الله .. أن تضعوا رجلى فى قيود .. فضعوهما "

القائل .. عثمان بن عفان رضى الله عنه

الموقف .. عندما اشتدت ثورة المتمردين ضد الخليفة الحيي العادل عثمان بن عفان رضى الله عنه .. وأكثروا عليه القول والفعل .. ووقف كبار الصحابة وعلى رأسهم الامام على رضى الله عنه لدرء الفتنة فى ثانى أخطر أزمات الاسلام بعد الردة ..
لكن الريح كانت عاتية .. وأفعال بنى أمية زادت عن حدها فى استغلال الخليفة وتشويه صورته .. وأصبحت الفتنة مكشرة عن أنيابها .. ماضية الى حيث بلغت أوجها ..
فجاء بعض أنصار الخليفة من الصحابة يخيروه بين ثلاث
* اما أن يأمرهم .. فيقاتلوا المتمردين دفاعا عنه وعن الاسلام والمسلمين
* واما أن يهاجر لمكة فهى البيت الحرام ولن يستحله المتمردون فيها
* أو يلحق بالشام .. فبها معاوية .. يستنصر به على أعدائه حتى زوال الفتنة
فماذا كان رد الخليفة .. رضى الله عنه ..
رفض العروض الثلاثة فى اصرار وشجاعة .. وفندها جميعا وقال ..
أما أن آمركم فتقاتلوا الناس .. فلا والله لن أكون أول من يخلف رسول الله فى أمته بسفك الدماء
وأما أن أهاجر الى مكة .. فلا .. فانى سمعت رسول الله ص يقول " يلحد رجل بمكة .. يكون عليه نصف عذاب أهل الأرض " .. فلن أكون هذا الرجل
وأما أن ألحق بالشام عند معاوية .. فلا والله ما كنت مفارقا دار هجرتى .. ومجاورة رسول الله ص
ثم حذر من حوله تحذيرا شديدا .. ألا يواجهوا الثوار " من يبغون قتله " بسيوفهم .. وأطل على من حاصروا بيته وقال " أيها الناس .. لا تقتلونى .. فوالله لئن قتلتمونى لن تجتمعوا بعدى أبدا "
وبالفعل .. صدق عثمان .. ولم يستمع الثوار لنصيحته حتى بعد أن جلس الى وفد منهم يناقشهم .. وختم حواره بكلمة كانت فصل الخطاب حين رد الأمر لله ورسوله وللقرءان .. فقال
" لو رأيتم أن تضعوا فى كتاب الله أن تضعوا رجلى فى قيود فضعوهما "
وبالطبع حاجهم عثمان رضى الله عنه .. ولم يجدوا ردا الا سفك دمه على مصحفه وهو يقرأ القرءان ولم يتأملوا عظمة العبارة وعظمة قائلها ..
متمردون يريدون رأس الخليفة .. وهو يرفض المساس بهم .. ويرد الأمر لله .. فوالله ما خذله الله

التعبير الخامس " لا .. والله لا أتركه ساعة وأنا ولى أمر المسلمين .. فيسألنى الله لماذا تركته ؟ "

القائل .. الامام على بن أبي طالب رضى الله عنه وكرم وجهه

الموقف .. بعد أن اشتعلت الفتنة اثر اغتيال الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه .. وانتهى الأمر الى ولاية الامام مكرها .. فسعى لادراك الموقف بكل مسؤليته الجسيمة بعد خسارة الاسلام للطيب الطاهر أصدق الناس حياء عثمان رضى الله عنه
ورأى الامام على رضى الله عنه الاسراع بتصحيح الأوضاع التى كان يجهلها سلفه الكريم .. وأولها تنصيب ولاة خلاف الولاة الأمويين الذين أثاروا الناس .. وبالفعل تم له ما أراد .. الا مع قراره بعزل معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه عن ولاية الشام .. وفى خصوص ولاية الشام تحديدا نصح أصحاب الامام امامهم بالتروى والانتظار وعدم اصدار أوامره بعزل معاوية من قبل أن تأتى بيعة أهل الشام .. نصحوه بالتروى لقوة معاوية وطول بقائه بولايته وكثرة الملتفين حوله من من يزينون له الوثوب الى مقعد الخلافة .. وكان هدف أصحاب على رضى الله عنه وعنهم أن يستعمل الامام السياسة لا القوة .. والتروى لا العجلة .. ولكن .. مع من ؟!
مع الامام على بن أبي طالب رضى الله عنه علم الاسلام وصهر الرسول وحبيبه .. وأخاه فى دار الهجرة .. لا والله .. رفض الامام نصيحة من حوله وزجرهم .. وهتف بهم " كيف أنكر ولاية معاوية على عثمان .. واليوم أصبر عليه "
رفض الامام خلط الأوراق .. فلا يوجد في الاسلام محاباه .. وما تعلم التلميذ النجيب من معلمه السكوت عن الحق مهما كانت العواقب .. وليس مثله من تأخذه الأعذار للاعتذار .. وما كان مثله رضى الله عنه ليقبل فى كتاب الله سياسة .. أو تخونه الشجاعة فى موقف قط ..
وقف بصلابته المعهودة .. وقال للجموع من حوله " لا والله لا أتركه ساعة وأنا أتولى أمر المسلمين فيسألنى ربي لماذا تركته ؟ "

هكذا كانت الرجال .. فعلى الرغم من خطورة معاوية رضى الله عنه ساعتها .. الا أن الامام لم ينكص على نفسه لحظة .. أو يقبل الجدال فى أوامر الله ونواهييه .. حتى صارت الأمور لقدرها المحتوم .. وبقيت تلك الكلمات بوجدان التاريخ شاهدة على الموقف وبطله

ــــــــــــــــــــــــــــــ


التعبيرالسادس .. " تعلمين والله .. لو كانت لك مائة نفس فخرجت واحدة تلو الأخرى .. ما تركت هذا الأمر .. فكلى ان شئت أو لا تأكلى "
القائل .. سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه

الموقف ...
لا أحد يجهل قدر هذا الصحابي الفذ .. أول من رمى بسهم فى الاسلام وأول من رمى به أيضا .. وهو الوحيد الذى افتداه الرسول صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه وما فعلها مع أحد قبله أو بعده
وكان هذا الموقف الذى قيلت فيه هذه العبارة ..
أحد المواقف التى تثبت مدى الاصرار على الحق والثبات عليه مهما كانت الضغوط أو المغريات
ففى بداية الدعوة الاسلامية .. وسعد رضى الله عنه من الأوائل الكبار من المسلمين .. سمعت أمه بالأمر فسلكت في سبيل نهيه عن هذا الأمر كل السبل فلم تفلح ..
فخطرت لها فكرة شيطانية لأثناء سعد ولدها عن عزمه .. حيث أعلنت صيامها عن الطعام والشراب حتى عدول ولدها عن دين الله الحق .. أو تهلك جوعا وعطشا ..
وبالفعل .. ومع الارادة الصلبة التى تميزت بها الأم ظلت أياما طوالا ممتنعة عن الزاد .. حتى أشرفت بالفعل على الهلاك .. فسعى الناس الى سعد رضى الله عنه لحثه على القاء النظرة الأخيرة على أمه قبل هلاكها المؤكد .. وذهب سعد .. وطالع مشهدا يتفتت له الحجر الصوان ..
والناس حوله تستغرب تلك الارادة الرهيبة لأمه فى اصرارها على الصيام كفرا ..
لكن العيون اتسعت ذهولا عندما استمع القوم الى كلمات الصحابي القدير ..
مال رضى الله عنه على أمه .. وبدت للجميع ارادته الفولاذية الساحقة التى صهرت ارادة أمه صهرا حين سمعته يقول " تعلمين والله .. لوكانت لك مائة نفس .. خرجت واحدة تلو الأخرى .. حتى أترك هذا الأمر ما تركته .. فكلى ان شئت أو لا تأكلى .. "
قال هذه الكلمات .. وانصرف صامدا كما دخل .. وعرفت أمه عدم جدوى ما تفعل .. فاستسلمت ودعت ليأتوها بالطعام والشراب ..

التعبير السابع " يا أمير المؤمنين .. هذا يبلغنى المقيل "
القائل " أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه

الموقف ...
كلنا سمعنا .. وسلمنا بأن الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه هو فيلسوف الزهد دون منازع وهو التلميذ النجيب فى هذا الأمر بين تلامذة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الذين تباروا فيما بينهم وأقروا للفاروق بالتفرد فى الزهد وتطليق الدنيا
ومنطقى أن يغبط عمر وهو الغيور على طاعة الله تعالى .. كل مميز فى العبادة .. على الرغم من بلوغه مكانة لا أظن سواه بلغها فى التقوى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصديق .. منطقى أن ينبهر .. لكن الغريب أن يغبط أمير الزهاد .. واحدا من الصحابة على زهده ..
هذا ما فعله عمر حين زار الصحابي الجليل أبا عبيدة بن الجراح رضى الله عنه فى منزله .. وفوجئ بالمنزل الذى يقطنه أمين الأمة لا يعد منزلا من الأساس .. فقط أربعة جدران صماء عجفاء وخاوية على عروشها الا من أنفاس صاحبها وسيفه ودرعه واناء وضوئه .. وفقط !!!
فقلب عمر كفيه سائلا صاحبه التقى " ألا تتخذ لنفسك شيئا يا أبا عبيدة مما يصطنعه الناس ؟!"
فتبسم أبو عبيدة قائلا " يا أمير المؤمنين .. هذا يبلغنى المقيل "

التعبير الثامن " اذا حزبك أمر يا بنى .. فالجأ الى مولاى "
القائل " الزبير بن العوام " رضى الله عنه

الموقف ...
ارتكن الصحابي المجاهد الزبير بن العوام رضى الله عنه مريضا فى فراشه .. ورفع صوته المتعب يوصى أحد أبنائه قائلا " يا بنى .. اذا حزبك أمر ( يعنى اذا أثقله هم أو غلبه دين ) .. التجئ الى مولاى " ..
فانتبه ولده الى كلمة أبيه .. ولم يفهم مقصده .. فبادره مستفسرا .. أى مولى تعنى ؟!!
فقال الزبير رضى الله عنه فى تقديس " الله سبحانه "
فارتد ظهر الابن تأثرا لعظمة أبيه الذى بلغ الاسلام من بدايته وقاده اسلامه الصميم الى الايمان المطلق .. وعبر به ايمانه الى الاحسان .. فكان من رواده ..
فيالعظمة الوصية .. ويالعظمة الموصى

التعبير التاسع " أرأيت لو كان الحق فى غير دينك يا عمر ؟ "
القائل .. " سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل "

الموقف ....
كان الفاروق عمر رضى الله عنه .. قبل اسلامه من أشد معارضيه ومحاربيه .. واذا عرفنا مدى المكانة والهيبة المطلقة التى كان وعاش بها الفاروق رضى الله عنه لعرفنا كم عانت الدعوة الاسلامية منه وكم قاسي الرسول صلى عليه وسلم من تعصبه ..
حتى كانت اللحظة التى استل فيها عمر سيفه قاصدا دار الأرقم بن أبي الأرقم للفتك بالرسول صلى الله عليه وسلم .. فصادفه واحد من ندمائه .. فبادره قائلا " الى أين ؟! " فأخبره عمر عن قصده .. فضحط الرجل ساخرا وأخبره مستفزا اياه أن الدعوة طرقت بيته .. وأسلمت أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد رضوان الله عليهم جميعا ..
فغير عمر وجهته .. وقصد باب أخته بخطوات كالهدير وطرق الباب طرق العاصفة .. فانتفض من بالدار وهرعت فاطمة الى الباب مع زوجها بينما اختبأ رفيق دعوتهما خوفا من عمر ..
وما ان انفتح الباب حتى بادر عمر أخته قائلا " أصبأت ؟ "
فترددت قليلا .. وتقدم سعيد زوجها من عمر غير آبه وقال له فى لين "أرأيت امن كان الحق فى غير دينك يا عمر ؟ "
وسارت الأحداث سيرتها المعروفة وأسلم عمر رضى الله عنه .. وبقيت كلمة سعيد عنوانا للشجاعة ولنا أن نتصور مدى وقعها على عمر رضى الله عنه .. وهو فى فورة غضبه وعنفوانه
بقيت الكلمة تروى تعبيرا عن فضيلة الدعوة بكل معاناتها

أما زال هناك من يسأل بيننا نفس السؤال .. هل نحن حقا من خلف هؤلاء الأفذاذ ؟
ان كان فى العمر بقية .. سأستكمل غدا باذن الله بقية التعبيرات ..
وبقى من التعبيرات اثنين .. واحد اعبد الرحمن بن عوف .. والثانى لطلحة بن عبيد الله .. وهما الباقيان منم العشرة المبشرين رضوان الله عليهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعبير العاشر "انى أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما عندى من المال "

القائل عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه

الموقف ...

روت أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه " يا بن عوف .. انك تدخل الجنة حبوا .. فأقرض الله يطلق لك قدميك " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه غنى عن التعريف فى كونه أحد رموز الصحابة الزاهدين فى الدنيا بالرغن من ثرائه البالغ وتجارته الرابحة الموفقة حتى قال عن نفسه وهو صادق " لقد رأيتنى لو رفعت حجرا لوجدت تحته ذهبا "
وهو بذلك يعبر عن مدى التوفيق الذى يحالفه فى تجارته .. وكلما زادت ثروته زاد سخاؤه كرما وفضلا وتقوى .. وهو صاحب الحادثة المشهورة فى شأن القافلة التجارية التى هزت أقدام رواحلها أرض المدينة بعد أن بلغ عدد الرواحل فيها ستمائة راحلة أو يزيد .. فأقرضها بن عوف لله تعالى طلبا لرضاه
ووزعها على فقراء المدينة ..
وغير ذلك عشرات المواقف التى تثبت تقواه .. وأبرزها .. عندما جلس مهموما ذات يوم وهويضع أمامه كومه من المال ويتأملها مكروبا .. فسالته زوجته .. ماذا بك ؟ .. فرد قائلا"انى أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما عندى من المال "
فقالت زوجته .. لاعليك قاسمه .. وبالفعل قام فوزعها كاملة ولم يهدأ حتى خلا داره من كل درهم أكربه
فرضى الله عنه وعن صحابة الرسول الأفذاذ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعبير الحادى عشر " اللهم خذ لعثمان منى اليوم حتى ترضى .."
القائل " طلحة بن عبيد الله .. " رضى الله عنه

الموقف ..
لا يذكر طلحة الا ويذكر الزبير معه رضى الله عنهما .. كما قال المفكر الاسلامى خالد محمد خالد رحمه الله .. فقد كانا جناحين لقلب واحد اتخذ من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نبراسا وهاديا
وكان طلحة رضى الله عنه من أجود الناس وأكرهم حتى لقبوه بطلحة الخير وطلحة الفياض ..
كان رضى الله عنه سيفا فى الحق لا يهون ..
وحماسة الحق فى أعماقه .. أخذته بعيدا فى التعبير عن غضبه من الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه .. ابان أزمة الاسلام الثانية " الفتنة الكبري "
وكان دافع غضبه رؤية عثمان رضى الله عنه فى موقف المحابي لأقاربه .. غير أنه لم يكن يعلم قطعا حقيقة هدف المتمردين .. ونيتهم فى قلب الخلافة ..
كان يتوقع أنها غضبة حق من أهل حق .. لا غضبة باطل فى صورة حق .. لذا لم يجد طلحة رضى الله عنه غضاضة فى الوقوف الى جانب من تصورهم على الحق ..
فلما بسطت الحوادث وقائعها .. وتم اغتيال ذى النورين رضى الله عنه .. كانت صدمته عنيفة بحق ..
وطار صوابه مما حدث .. ونظرا لطبيعته الجياشة .. أحس بوخز الضمير يكاد يفتك به .. وتغير موقفه من النقيض الى النقيض .. وهب هو والزبير والسيدة عائشة رضى الله عنهم يجمعون الناس للفتك والأخذ بثأر عثمان .. وكان طلحة رضى الله عنه أشدهم فى ذلك حمية .. ونظرا لأنه فكر بعواطفه وأحس أنه يحمل بعض الوزر فى مقتل عثمان رضى الله عنه .. فلم يهتد الى الصواب .. ويترك أمر القصاص لخليفة المسلمين الجديد على بن أبي طالب رضى الله عنه .. ولم يستمع لنصائحه .. وكيف لا .. وذنب عثمان رضى الله عنه يصم عن أذنيه كل شيء الا الأخذ بدمه الزكى ..
وكانت وقعة الجمل .. تلك الوقعة التى فتكت بنفس وقلب وعقل الامام على رضى الله عنه .. وهو يري أم المؤمنين تقود جيشا هو فى حكم المنطق جيش تمرد على سلطة الخليفة الشرعى .. معها رفاق السلاح القدامى طلحة والزبير رضى الله عنه ..
فى ذلك اليوم .. وقف طلحة قبل بدء القتال وعيناه تدمعان وقال ..
" اللهم خذ لعثمان منى اليوم حتى ترضى "
قالها فى احساس عارم بالمسؤلية .. مسؤلية لن تجد عزيزى القارئ معشارها هذه الأيام .. مسؤلية لا يحمل وزرها هو .. لم يشارك بها لكن طبيعة الصحابي المثالي فى أعماقه دفعته الى تحملها وهو منها برئ..
ودارت المعركة .. ولنتفض الامام على رضى الله عنه من كثرة الدماء المسالة .. وصاح بكل ما يعتمل فى نفسه من المرارة " الى يا طلحة .. الى يا زبير"
فبرزا له .. فنظر الامام على رضى الله عنه الى الزبير رضى الله عنه وقال بعيون دامعة " يا زبير .. ناشدتك الله .. ألا تذكر في يوم أن كنت جالسا مع رسول الله صلى عليه وسلم .. ورأيتنى مقبلا .. فابتسمت لى .. فسألك رسول الله صلى عليه وسلم .. أتحبه يا زبير .. فرددت أنت .. ألا أحب ابن عمى وابن خالى ومن هو على دينى ..
فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم .."
فامتقع وجه الزبير رضى الله عنه وألجمت كلمات الامام على رضى الله عنه لسانه وهو يتذكر الموقف البعيد .. وانتفض قلبه وهو ينزل من على صهوة جواده ودموعه تسبقه ..وألقى بسيفه على الأرض وقال للامام على " نعم .. والله لقد ذكرتنى بما نسيت .. والله لا أقاتلك أبدا .. " وانصرف ودموعه تبلل خطواته ..
فالتفت الامام على رضى الله عنه الى طلحة رضى الله عنه وقال " وأنت يا طلحة .. أخبأت عرسك فى البيت .. وجئت بعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يعنى السيدة عائشة رضى الله عنها) .."
فارتج على طلحة رضى الله عنه وكشفت كلمات الامام على رضى الله عنه ما خفى عن عيونه .. وأبصر ما هو فيه من موقف .. فترجل عن فرسه .. ولحق بصاحبه الزبير رضى الله عنه نادما .. واستغفرا الله على ما دفعتهما اليه عاطفتهما .. ولم يطل الوقت بهما حتى لحقا برسول الله صلى الله عليه وسلم فى غير تفريط ولا افراط ..
أما الزبير فقد قتله عمرو بن جرموز لعنه الله .. وطلحة صاحب التعبير .. رماه مروان بن الحكم بسهم فقتله ليستكمل مروان بذلك جرائمه بعد أن كان سببا رئيسيا فى تشويه صورة الخليفة الطاهر عثمان بن عفان رضى الله عنه
وبقيت السيدة عائشة رضى الله عنها فى المدينة .. بعد أن أرسلها اليها الامام على رضى الله عنه معززة مكرمة .. وكلما تذكرت وقعة الجمل استغفرت وندمت .. وبقي من قولها فى هذا الشأن " والله ما كان أن أرزق من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشرة من الولد .. بأحب الى من أن عدم خروجى يوم الجمل "
رحم الله زمانا ..
كانت الكلمة فيه بقيمتها ..
والموقف فيه عنوان صاحبه ..
وصلى الله على الرسول الكريم وسلم .. ورضى عن صحابته الكرام

أحبائى .. تمت بذلك تعبيرات العشرة المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم مع افتتاح التعبيرات باحدى مقولات سيد الخلق صلى الله عليه وسلم
غدا .. باذن الله .. نتذكر معا بعضا من تعبيرات أعلام الصحابة رضوان الله عليهم
وقد بدأت بالرسول صلى الله عليه وسلم ثم بالعشرة المبشرين .. ثم أواصل باذن الله بأهل بدر وأحد ومن تلاهم .. ودافعى فى ذلك .. ما قاله الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضى الله عنه حيث قال " كنا نفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..بأبي بكر .. ثم عمر .. ثم عثمان .. ثم على .. ثم سائر العشرة .. ثم أهل بدر .. ثم أهل أحد.. ثم بقية الصحابة "
فرضى الله عنهم جميعا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ونواصل معا الابحار فى سيرة العظماء الذين أسسوا دولة الاسلام وأتموا مكارم الأخلاق ..
وقد انتهيت سابقا من من ذكر التعبيرات الخالدة المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم .. والعشرة المبشرين من الصحابة رضى الله عنهم ..
واليوم مع تعبيرات جديدة مختارة من البحر اللجب الذى لا ينفذ .. ألا وهو سيرة البقية الطاهرة من نجوم الصحابة .. يحمل كل منها موقفا يستحق أن نقف عنده لسنوات لنتأمل ونتعلم

التعبير الثانى عشر .. " لا حاجة لى فى دنياكم "
القائل .. " جندب بن جنادة .. الشهير بأبي ذر الغفاري "

الموقف ..
ــــــــــــــــــ
هذا الموقف .. يعلمنا كيف كان الاختلاف بين الصحابة رحمة .. كيف كان هادفا لخير المسلمين نابعا من صور الايمان الكامل فى غير تعصب أعمى ..
هذا الموقف .. يعلمنا كيف أن الاختلاف فى وجهات النظر لا يعنى أن ينكر الأخ ما لأخيه من الفضل
مهما اتسعت هوة هذا الاختلاف ..
وبالنظر الى صاحب الكلمات .. أبو ذر الغفاري رضى الله عنه .. سنجد اننا أمام أستاذ متفرد .. نسيج وحده .. تلميذ مميز من مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم ما لصاحبه من تفرد .. عندما جاءه بعد الهجرة مصطحبا معه قبيلتى غفار وأسلم .. هاتان القبيلتان اللتان كانتا حلفاء للشيطان .. وجبابرة قطع طريق القوافل ..
جاء بهم أبو ذر .. أبطالا للاسلام .. أساتذة فى الايمان .. حلفاء للخير والحق والعدل
وتوجه الرسول صلى الله عليه وسلم الى صاحبه وقد شعر فيه بصدق اللهجه والعنف فى الوقوف الى جانب الحق .. توجه اليه بالنصح أن يستخدم لسانه الجامع بديلا عن سيفه القاطع .. وذلك حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أقلت الخضراء ولا أظلت الغبراء .. أصدق لهجة من أبي ذر "
وعاش أبوذر هانئا قابعا وراضيا فى خلافة الصديق والفاروق رضى الله عنهما .. وعندما أهلت خلافة ذى النورين رضى الله عنه ومضت الحوادث والسنون وكان ما كان من خداع أقرباء الخليفة العادل لخليفتهم .. وزادت ثرواتهم وتطاولوا فى البنيان على رقاب الناس .. هب أبوذر ناشرا لسانه الحاد لتنبيه الخليفة .. وانطلق الى الشام .. حيث واليها معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه .. وهناك التف الناس حول أبي ذر هاتفين " حدثنا يا أبا ذر .. حدثنا يا صاحب رسول الله " ..
وتحدث أبو ذر رافضا تزايد أموال الولاة .. ومنشدا نشيده الشهير " بشر الكانزين بمكاو من النار " والمأخوذ عن القرءان الكريم ..
وأتى معاويه فى قصره .. ووقف يسائله فى عنف وقوة .. عن ثروته بالأمس وثروته اليوم .. عن دوره بالأمس فى مكة .. وعن قصوره اليوم بالشام ..
ومعاوية يحاول مناقشته .. وأبو ذر كالسيف القاطع بما له من العلم الجامع ..
وحين استشعر معاوية خطورة الموقف .. لم يستطع التعرض لأبي ذر وحفظ له قدره .. وأرسل الى الخليفة يستنجد به قائلا " ان أبا ذر أفسد علينا الناس بالشام "
فأرسل عثمان الى صاحبه أبا ذر رضى الله عنهما .. ليأتيه من فوره .. فامتثل أبوذر لأمر الخليفة وهرع اليه فى المدينه تاركا الشام كلها تودعه باكيه ..
ولما قدم الى عثمان رضى الله عنه .. أحب الخليفة أن يستبقيه الى جواره فى المدينة ورغبه فى الاقامة بها وبطيب العيش .. وقال له " ابق معنا يا أبا ذر .. تغدو عليك اللقاح وتروح "
غير أن أبا ذر رضى الله عنه .. نهض رافضا العرض وطيب العيش .. مفضلا الاعتكاف بعيدا عن الفتن وأجاب على سؤال صاحبه قائلا " لا حاجة لى فى دنياكم "
ومضى الى الربذة مفضلا شظف العيش على لين الطعام والشراب ..
ولكنه .. وعلى الرغم من اختلافه مع صاحبه .. يحفظ لهم أقدارهم وفضلهم ., ولذا عندما جاءه دعاة الفتنة .. يحاولون تأليبه على عثمان رضى الله عنه .. نهرهم فى شدة قائلا " والله لو سيرنى عثمان بين المشرقين .. لامتثلت واحتسبت ورأيت فى ذلك خيرا لى .. ولو صلبنى على أطول خشبة لامتثلت واحتسبت .. ورأيت فى ذلك خيرا لى "
أرأيتم روعة الكلمات , وعظمة قائلها ,..
هذه هى الأخلاق العربية التى غابت .. وعاشت
غابت عهودها .. وبقيت آثارها
رضى الله عنهم جميعا .. وأثابنا عن تذكرهم خيرا















عرض البوم صور الشهاب   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL