لو كنت سعودياً

عبد المحسن الضبعان
(لي كوان يو) يحلم بأن يكون سعودياً، وأعرف أن الكثيرين يراودهم نفس الحلم، فالسعودية أضحت أرضاً خصبة للاستثمار يحج إليها المستثمرون من كل أنحاء العالم. لكن، (لي كوان يو) ليس تاجراً أو شاباً يبحث عن فرصة عمل، إنه باني سنغافورة الحديثة، الدولة الصناعية الفتية التي تنافس كبريات الدول الصناعية كالصين وأمريكا واليابان.
لقد قال هذا الكلام بعد أن جاء إلى المملكة للمشاركة في منتدى التنافسية العالمي الذي أنهى ندواته الثلاثاء الماضي في الرياض، (لي كوان يو) ردد كلمة السعودية مراراً وتكراراً في خضم سرده لتفاصيل حياته المهنية وتجربته الفريدة والرائدة للارتقاء ببلده إلى مصاف العالم المتحضر، وقال إن السعودية تملك كل المقومات لذلك الرقي.

لكن جملة واحدة لفتت انتباهي من مجمل حديثه الرائع، عندما قال إن أولى خطوات التقدم والنجاح هي تنمية الفرد وتدريبه وزرع الثقة بنفسه، وركّز بشدة على أهمية الثقافة والفن في تكوين الشباب الذين سيصبحون في المستقبل دعامة وركيزة الوطن. وهنا نسأل هل تحتل الثقافة حيزاً من اهتمامات شبابنا؟ ولا أقصد هنا نخبة من الشباب الواعي والمثقف، بل أقصد الشباب بشكل عام، هل رأينا شبابنا في يوم من الأيام يمسكون بالكتاب أثناء فترات الفراغ أو الانتظار (وما أكثرها!!) في مستشفياتنا أو وزاراتنا أو في البنوك! وقد يسأل السائل (بعفوية) "وينك قاعد يابو الشباب؟ شايفنا في كندا ولا أوروبا!".

في الحقيقة أتمنى أن يأتي اليوم الذي يصبح اسم بلدي في خانة هذه الدول المتقدمة كما أتمنى أن تلقى زيارة هذا السنغافوري العظيم ونصائحه الذهبية صدى كبيراً وأن يكون هناك اهتمام بالفنون ورعاية الشباب المثقفين والحرص عليهم لأنهم ثمرة البلاد ولأنهم سعوديون بالواقع وليس بالأحلام.

شكرا اخي الشهاب