[align=right]بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الهادي البشير
اما بعد :
فهذه رسالتي التي اوجهها الى بعض الاشباه و الادعياء الذين لا يراعون حدود الله تعالى و لا يقفون عند نواهيه .
و لا يتورعون عن قذف الناس بحجارة من قطن لا تدمي الجباه . انما تعطي الدليل القاطع على وهنهم و قلة حزمهم و صفاقتهم المعهودة .
و تجعلنا نرى العجب العجاب في مواقعهم المشبوهة حين سخروا اقلامهم الرخيصة للخوض في احساب المسلمين و انسابهم و اعراضهم دون حياء او توثق يركن اليه . و دون دراية مشهود عليها . وهم لا يملكون معرفة او علما يتكؤون عليه و يحاجون به من هم اطول منهم باعا و اشد مراسا و ابلغ حجة و افصح لسانا و اقوى جنانا.
لقد تنازلوا عن الشهامة و المروءة التي تربأ بأصحايها من النزول الى هذا الدرك الاسفل من الوقاحة و الصفاقة .
ان هؤلاء الطعانين لم يسلم منهم نسب عربي عريق و تعرضوا لجميع القبائل بهذا الاسلوب البذيئ الرخيص
و دوما ما ينكصون على اعقابهم بالخزي و العار و الاهانة و التعزير و هذا كسبهم الذي ينكصون به الى جحورهم العفنة التي تعبق بالعفن و الدناءة و الوضاعة ..
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب و النياحة على الميت ) رواه مسلم
ان هذه النوعيات و على مر العصور تفتقد للحجة و المنطق . و لم تتعلم ادبيات الحوار و اسسه السليمة .
و لم تمتلك في يوم من الايام مقومات النقاش السليم السوي المتزن والهادف و الموضوعي .
لقد ضاع من ألسنتهم علم البيان و اصبح واحدهم كالحمار يحمل اسفارا و ينهق و يرفس في كل واد . بلا حجة او اسلوب او فكر . و لا يملك في جعبته من ذخيرة سوى فحش القول . و لا يشد ازاره بغير الخزي حزاما
اضافة الى لسان حاد ركيك لا يتورع عن الكذب و الافتراء ضاربا عرض الحائط بمفاهيم الاسلام و آدابه .
متجاهلا المروءة و القيم الرفيعة للعرب و نابذا وراء ظهره كل الاخلاقيات التي جاء الاسلام للتأكيد عليها و دعمها كمنهج ٍ قويم يتعامل المسلمون من خلاله كنبراس يقود سلوكهم الحياتي الذي قننته الشريعة السمحاء و هذبته .
.
ان هؤلاء دوما ما يستترون خلف اسماء مستعارة وهمية ليكيلوا للناس الاتهامات و الطعنات من خلف الحجب و ليقنعوا انفسهم ان الوصول اليهم مستحيل و انهم بعيدون عن المسائلة و العقاب . و يحسبون بهذا انهم آمنين من رداة فعل الآخرين . و لن نذهب بعيدا عن الواقع ان شبهناهم بذوات الخدور اللواتي يفحشن بالقول لكل الانام من خلف الحجب المسدلة .
.
ان هذا لعمرك ما شجعهم و جعلهم يجاهدون في ادعاء ما ليس لهم و جعلهم يستأسدون في مهاجمة الاخرين .
فهم لم و لن يملكوا القوة للمواجهة و النقاش وجها لوجه و بشكل محترم و حضاري للوصول للحقيقة او حتى لقواسم مشتركة او حتى للاختلاف و لكن بشكل شريف و مهذب .
ان هذا الاسلوب هو دأب كل ضعيف و كل دعي لا يملك من الحقيقة شيئا و يأتي دوما و ابدا بالدواهي ليلقمه الاخرون الحجر تلو الآخر حتى اصبح لا يبالي بما يكسب من خزي و اهانة ..
لهذا فمن غير المستغرب ان يجاهدوا من خلف الاستار ما استطاعوا لذلك سبيلا فهم اذل من ان يجابهوا الاخرين بما يحوك في انفسهم النتنة و جعلوا حروبهم و اساءاتهم لعباد الله من خلف الشاشات و من غرف نومهم .
و اجد العذر لهم فهم يحاولون اقناع انفسهم و من يتقبلون نهجهم ممن هم على شاكلتهم بانهم شيئ هام و انهم اصحاب رأي و حضور و انهم فاعلين اجتماعيا و تاريخيا حتى لو ادى بهم الامر الى ادعاء ما ليس لهم و انتحال الادوار و البطولات و لو خالفهم الكون كله في حقيقتهم السافرة المفضوحة .
انهم في واقع الامر لا يعلمون انهم اصبحوا اضحوكة و امثولة للعالمين . و يا ليتهم يعلمون ان الناس شهود و ان الصغير قبل الكبير يدرك الحقائق و مطلع على ظواهر الامور و بواطنها و ما هي اهدافهم الحقيقية من هذه الحروب الكلامية الجوفاء ضد الاخرين و التي ستجر عليهم ما لا قِبل لهم به من السخط و العداوة التي لا قبل لهم بها .
و اود الاضافة الى ان هناك نزعة انتقام من ماضيهم المطموس و من التاريخ الذي شاء القدر ان يبقوا على هامش احداثه و مجرياته . .
ان هذا هو قدركم و هذا هو حالكم الذي يجب ان تقتنعوا به و تركنوا اليه و تعايشوه فليس به ما يعيب او يؤدي الى كره عباد الله و الحقد عليهم و محاولة التسلق على اكتافهم .
و نقولها لكم صراحة اننا لا نملك ان نغير التاريخ لنضيفكم الى صفحاته . و لا نستطيع تزييفه و تجييره لارضائكم .
و هذا ليس ذنبنا ايها السادة لكي ندفع ثمن عقدكم النفسية . عليكم ان تغضبوا من آبائكم و اجدادكم . فالحاضر امتداد للماضي و اؤلئك الاجداد هم من اذنبوا في حقكم بركونهم و جبنهم و لسنا نحن .
الادهى و الأمر هو اعتقادكم الساذج ان علم الانساب شيئ بسيط يمكنكم التسلق عليه و من ثم الولوج الى دهاليزه بدون ضوء ساطع من علم او فكر . و بدون قاعدة مرجعية يعتد بها . اضافة لكونكم لا تملكون الامانة و النزاهة للاضطلاع بهذا الدور الغير مؤهلين له . فما انتم سوى اشخاص تحرككم اهوائكم و غاياتكم المريضة التي لن تتمكنوا من تحقيقها على ارض الواقع وان اجتهدتم و ملأتم الارض صراخا و نباحا و نهيقا ..
و المحزن اكثر تبنيكم هذا النسب او ذاك و تيقنتم انه حكر عليكم و ميزة كبرى و مكرمة ادعيتموها و يجب الا يشارككم فيها احد من اهلها الحقيقيين الذين هم احق به منكم ارومة ً و تاريخا .
ان تناسيكم الكامل و انكاركم ان قبائل و اسر جزيرة العرب و مجتمعاتهم تملك من الشهرة و الامجاد و التاريخ العريض ما يغنيها عن انتحال ما ليس لها من انساب يعني ان لديكم قصورا تاما في مدارككم و فهمكم السقيم للتاريخ . ان هذه القبائل اكبر بمراحل من هذه الانساب التي تدعونها و تفاخرون بها دون وجه حق و التي اصبحت هزيلة بأسبابكم و بأمثالكم .
اخواني ان هؤلاء مثلا لم يعلموا ان نسب الاشراف كمثال هو نسب عربي صريح مثله مثل بقية الانساب و لا يمتاز عليها بشيئ من المكارم و الفعال و الامجاد و السؤدد الا بانتساب الرسول صلى الله عليه و سلم اليه و الذي اتى للعالمين جميعا بالدين القويم لينشر الهداية و يتمم مكارم الاخلاق . و ليساوي بين الجميع ليعيشوا بنعمة الله اخوانا لا فضل لاحد على الاخر بنسب او بدعوى جاهلية مما تدعون .
انكم تجزمون يقينا ان هذ ا النسب اصبح ملكا لكم و ميزة حصلتم عليها دون سواكم من اهله و تهيأ لكم انكم المنافحون عنه و ان بايديكم منحه لمن تريدون و منعه عمن تريدون . لبئس و الله ما يتخيلون و لبئس ما هيئته له نفوسكم الممتلئة بالكبر و الخيلاء و السقم و هذا دأب الادعياء .
هؤلاء و الله لا يعلمون انهم لا في العير و لا في النفير . و يتناسون ان الناس مؤتمنون على انسابهم و لا يدركون انهم بهكذا توجه اصبحوا خارج دائرة المنطق و سلكوا دربا وعرا ينتهي بهم الى هاوية سحيقة لا قرار لها
ان من ينتهجون هذا الاسلوب ما هم الا ورم سرطاني نبت في جسد هذا الوطن الواحد الذي يعتز بجميع ابنائه من القبائل العربية و الاسر الكريمة و لم يتفهموا ان هذا الوطن المعطاء يحترم جميع مواطنيه من جميع المنابت و الاطياف و يحفظ لهم انسابهم في منأى عن كل من يحاول تشويهها و يضرب بيد من حديد رأس كل من يتعدى حدود الشرع و يتعرض لكرامات المسلمين ليجعل منهم عبرة لكل ضعفاء النفوس . هذا الوطن يا سادتي هو مهد الاسلام الذي خرج منه العرب الى العالم اجمع لينشروا دين الله و مكارم الاخلاق بعيدا عن العصبية و الاساءة للاخرين فما بالك حين يسيئ ابناء الدين الواحد و الوطن الواحد لبعضهم البعض دون مبرر او داعي لذلك سوى الكبرياء و العنجهية و الوضاعة
لكن و لحداثة ادعاء هؤلاء لهذا الامر فقد تعصبوا له . ووصلت بهم الحال الى ان ان شطحوا بعيدا جدا في محاولة مستميتة ليثبتوا لانفسهم و لغيرهم انهم هم حماة الانساب و اباطرة هذا الزمان .
متعصبين لما ليس لهم وما لا يملكونه محاولين زرع الفتن و مهاجمة الناس و الطعن فيهم متجاهلين ان هذا الاسلوب منهي عنه شرعا و لم يعلموا ان التعزير الشرعي مآل ٌ كل من انتهج هذا الاسلوب الوضيع .
و للاسف لم يسلم من هذه العينات نسب عريق او قبيلة عربية في هذه الجزيرة الكريمة منبت الدين و العروبة
و منارة العرب و المسلمين و منارة الدنيا الدينية و الثقافية و الحضارية و السلوكية.
و ليتهم يعلمون ان التقليل من شأن الاخرين و الطعن عليهم ما هو الا وسيلة السخفاء الذين لا يملكون ادنى مراتب الفهم
و لا يملكون ادباا يمنعهم من الخوض فيما لا يعنيهم من الامور المنهي عنها شرعا و عرفا و خلقا
نسأل الله الهداية لانفسنا اولا ثم لهم و ان يري الجميع الحق حقا و يرزقنا و اياهم اتباعه
و ان يبعدنا عن العنجهية و العصبية و سوء الخلق
و الا يهدر ماء وجوهنا مثلما اهدر البعض ماء وجهه و عرض نفسه لسهام العالمين لكي ينبلوه صباح مساء ..
و الله الهادي الى سواء السبيل[/align]