أحبائي في الله
ملاقيكم
الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم إيكم أحسن عملا الذي جعل الموت راحة للأبرار ينقلهم به من دار الهموم والغموم والبلاء والأقذار، دار النصب والألم والأسقام والأخطار، سجن المؤمنين وجنة الكفار، إلى دار الراحة والسرور والفرح والاستبشار، دار فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وتختار. فسبحانه من إله يخلق ما يشاء ويختار.
أحمده سبحانه على حلو القضاء ومر الأقدار،
وأشهد أن لا إله إلا الله ، شهادة أرجو بها الفوز بالجنة والنجاة من النار
، وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله المصطفى المختار ،
وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في سبيل الله في اليسر والإعسار .
وبعد
اتقوا الله عباد الله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله،
يوم ينفخ في الصور ويُبعث من في القبور، ويظهر المستور،
يوم تبلى السرائر وتكشف الضمائر ويتميز البر من الفاجر.
يابن آدم عش ما شئت فأنك ميت ، واحبب ما شئت فانك مفارقه ، واعمل ما شئت فأنك مجزى به ، وكن كما شئت فكما تدين تدان .
في اخر يوم من ايام النبوة المباركة ذلك اليوم الذى ما مر ولن يمر علي المسلمين مثل حزن ومصيبة وفجيعة يخرج الرسول الى البقيع يدعوا فيحس بالم شديد في راسه فيدخل على عائشة فيجدها تتالم وتقول وارأساه فيقول بل انا وارأساه ياعائشة ويستلمه مرض الموت بكرباته وسكراته فكان من شدته يتفصد عرقا وهو يقول لا اله الا الله ان للموت سكرات ويغمى عليه ثم يفيق وتفاض عليه سبع قرب هذا رسول الله عند الاحتضار اشتد عليه النزع وظهر انينه وارتفع حنينه وتغير لونه وعرق جبينه واضطربت في الانقباظ والانبساط شماله ويمينه حتى بكي لمصرعه من حضره وتبكي فاطمة وتقول واكرب ابتاه قال لها الرسول لا كرب على ابيك بعد اليوم وقال الرسول من اصابته مصيبة فليتذكر مصيبته فيه فانها من اعظم المصائب
إن في مرور الليالي والأيام لعبرا وفي تصرم الشهور والأعوام لمزدجر،
وإن مواعظ الزمان أبلغ من مواعظ فصيح اللسان
ومن أعطي البلاغة والإبداع والبيان.
عنوان لقاءنا اليوم عن الموت من باب قول الله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} سورة الذاريات (55) وامتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أكثروا من ذكر هادم أو ( هاذم ) اللذات ).
وهادم تعنى الذى يزيل الشى من أصله ولايترك له اثرا ، وهاذم الذى يفرق الشى ويبعثره.
فامتثالا لأمره
قدوتنا لنسير علي طريقه ونقتفي اثره
إذا نحن أولجنا وأنت إمامنا كفى بالمطايا طيب ذكراك هاديا
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه