تشمل المؤمنين بالقرآن والانجيل والتوراة ... وعلماء السعودية أيدوا الخطوة ... خادم الحرمين يطلق مبادرة للحوار بين الأديان السماوية
الرياض الحياة - 25/03/08//
كشف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أنه حصل على موافقة علماء السعودية على فكرة اقترحها لدعوة جميع الأديان السماوية إلى عقد مؤتمرات للاتفاق على ما يكفل صيانة الإنسانية من العبث بالأخلاق والتفكك الأسري واستعادة قيم الصدق والوفاء للإنسانية. وقال إن البشرية تواجه أزمة في الوقت الراهن. وأكد خادم الحرمين الشريفين أمس (الاثنين) أن رفاه المواطن وتوفير الفرص له للعمل والمشاركة في النشاط التجاري والصناعي والثقافي والتنموي هي غاية كل جهاز حكومي، وهي أولوية تضعها الدولة فوق كل اعتبار.
وقال الملك عبدالله في كلمة في منتدى حوار الحضارات بين العالم الاسلامي واليابان في الرياض: «لست أريد أن أشرح الإسلام لكم فكلكم ولله الحمد تحملون إيمان الإسلام وعقيدة الإسلام وأخلاق الإسلام، وأتوجه لكم بالشكر والإمتنان لما تبذلونه نحو دينكم ونحو الأديان السماوية ونحو الإنسانية جمعاء.
إخواني، هذه الفرصة سنحت لي أن أخبركم بشيء في خاطري، وأرجو منكم أن تصغوا لهذه الكلمات القصيرة لأقتبس منكم المشورة.
إخواني، أحب أن أخبركم بهذه الخطوة التي أتمنى لها التوفيق، كنت أفكر منذ سنتين أن جميع البشرية في وقتنا الحاضر في أزمة، أزمة أخلت بموازين العقل والأخلاق والإنسانية. ولهذا فكرت وعرضت تفكيري على علمائنا في المملكة العربية السعودية لأخذ الضوء الأخضر منهم. ولله الحمد وافقوا على ذلك. والفكرة أن أطلب من جميع الأديان السماوية الاجتماع مع إخوانهم في إيمان وإخلاص لكل الأديان لأننا نحن نتجه إلى رب واحد».
واضاف الملك عبدالله: «شاهدت مثل اجتماعاتكم الآن والحوار بين الأديان... ففكرت بشيء لا أخفيه عليكم وكلكم تحسون به. كل من أتجه إلى ربه عز وجل من قلب صادق أمين وافي لدينه وللأديان والأخلاق الإنسانية. ولهذا كان في بالي أن أزور الفاتيكان، وزرتها وقابلت البابا، وأشكره فقد قابلني مقابلة لن أنساها، مقابلة الإنسان للإنسان. وفعلا اقترحت عليه هذه الفكرة وهي الإتجاه إلى الرب عز وجل، بما أمر به في الأديان السماوية التوراة والإنجيل والقرآن. نطلب من الرب عز وجل أن يوفقنا جميعاً في هذه الأديان للكلمة التي أمر الرب عز وجل بفعلها للبشرية ولهذا الإتجاه للرب عز وجل. وفي نفس الوقت شاهدت من أصدقائنا في جميع الدول أن الأسرة والأسرية في هذا الوقت تفككت وفي نفس الوقت سمعت أنه كثر الإلحاد بالرب عز وجل. وهذا لا يجوز من جميع الأديان السماوية، لا من القرآن ولا من التوراة ولا من الإنجيل. نتجه إلى الرب عز وجل لإنقاذ البشرية من ما هم فيه. افتقدنا الصدق، افتقدنا الأخلاق، افتقدنا الوفاء، افتقدنا الإخلاص لأدياننا وللإنسانية... ولهذا نويت إن شاء الله أن أعمل مؤتمرات وليس مؤتمر لأخذ رأي إخواني المسلمين في جميع أنحاء العالم في آرائهم، ونبدأ إن شاء الله نجتمع مع إخواننا في كل الأديان التي ذكرتها التوراة، والإنجيل لنجتمع وهم ونتفق على شيء يكفل صيانة الإنسانية من العبث الذي يعبث بها من أبناء هذه الأديان بالأخلاق وبالأسر وبالصدق والوفاء للإنسانية».
وقال: «هذا ما أحببت أن آخذ رأيكم فيه وأتمنى منكم عندما تعودون إلى بلدانكم أن تشرحوا الموضوع مختصرا، وإن شاء الله أنا بادئ فيها في أقرب وقت ممكن وإذا اجتمعنا واتفقنا إن شاء الله على كل خير جميع الأديان أتوجه إلى الأمم المتحدة وأعتقد حتى الذين يؤمنون بالإبراهيمية. ولكن هذه الديانات الثلاث هي التي عليها أملنا، توراة، إنجيل، قرآن . والبقية إن شاء الله كلهم فيهم خير لإنسانيتهم ولأخلاقهم ولبلدانهم ولجمع الأسرة».
وخلص خادم الحرمين الشريفين الى القول: «لا تصدقون كيف تفكك الأسرة، أعتقد أخواني هؤلاء يحسون بها، وكلكم تحسون بها، تفكك الأسرة، وكثرة الإلحاد في العالم، وهذا شيء مخيف لا بد أن نقابله من جميع هذه الأديان بالتصدي له وقهره وإرشادهم إلى الطريق المستقيم الذي إن شاء الله يحفظ كرامة الإنسان والإنسانية والأخلاق».