أجمل ما خلق الله
مشعل السديري
دعانا للعشاء في أحد المطاعم، رجل كريم حسن السجايا ليس فيه أي عيب سوى عيب واحد، هي (زوجته) السليطة المتسلطة، وهو يا سبحان الله، ينقلب أمامها إلى دجاجة بيّاضة.
جلسنا على الطاولة الدائرية، وكان عددنا تسعة أو عشرة أشخاص، وتسلمت تلك الزوجة (الرغاية) زمام الحديث من دون أن تترك لأحد مجال المشاركة، ويا ليت أحاديثها كانت ذات فائدة، بل إن اغلبها استفزازية تجرح فيها بعض المدعوين من دون أن تشعر أو تقصد، وهذه هي المصيبة، حيث أنها كانت تعتقد أنها بأسلوبها أو مواضيعها تلك، إنما هي (خفة دم).
لم يسلم أحد تقريباً من (طراطيشها)، وفيما يخصني التفتت إلي قائلة: تعجبني كتاباتك، ولكن من يكتبها لك؟! تفاجأت في البداية من طريقتها، ولكني ملكت أعصابي وابتسمت لها قائلاً: الحمد لله إنها تعجبك، ولكن من يقرأها لك؟!
ضحك بعض الحاضرين، فانسخط وجهها فوق ما هو مسخوط خلقة.
وعندما انتهينا وحاسب زوجها الكريم ووقفنا جميعاً، واخذ الزوج يشكر (الغرسون) على طيب الأكل وحسن الخدمة، واخرج من جيبه عشرة جنيهات ووضعها على الطاولة (كبقشيش) وانحنى الغرسون شاكراً له، وما كاد يمد يده ليأخذها، إلاّ ويد الزوجة كانت أسرع لتنتشلها قائلة: إنهم لا يستحقون فخدمتهم كانت (زي وجوههم العكرة) وانطلقت خارجة، من دون أي مراعاة لزوجها الذي أصيب بكسوف ما بعده كسوف.
بالله العظيم أيها القارئ العزيز، لو كان لديك زوجة بهذه المواصفات،
كيف تتصرف، ماذا تفعل بها حينما يواجهكما على انفراد أسد جائع؟!
«أجمل ما خلق الله على وجه الأرض، وجه المرأة الجميلة»
ـ هل هذا يحتاج إلى تأكيد؟!